مقالان وقصيدة لشاكر فريد حسن

موقف مصري ايجابي ومسؤول 
مصر بلد عربي عريق ، وريث الحضارات وملتقى الثقافات ، عايش التاريخ وكان دائماً مركز اشعاع وتنوير وبؤرة ضوء لمن حوله 
وطوال الوقت كانت مصر واجهة العالم العربي ، لكن في السنوات الأخيرة خسرت مكانتها ودورها ، وشهدت تحولات وتغييرات كبيرة ، فرضت عليها اعادة النظر والتفكير بشكل مختلف ، بتقييم الأوضاع وتقويم الاعوجاج والمسيرة والبحث في أسباب التراجع .
ولمصر مكانة عظيمة في قلوب الشعب العربي على امتداد الوطن الكبير الواسع من محيطه وحتى خليجه . وكم كنا نريد لها التحليق على مسارات النهضة والتقدم العصري والحضاري ، وتبوء قبطان سفينة المواجهة وان تكون قائدة رائدة كما كانت في الحقبة الناصرية ، كي لا تسقط وتنهار ، فانهيارها يعني انهيار المنطقة برمتها .
لقد استبشرنا خيراً بالموقف المصري حيال التصعيد السعودي ضد ايران وحزب الله ، فقد صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائلاً : " المنطقة يكفيها ما حدث فيها خلال السبع سنوات الماضية من اضطرابات واشكالات ، ولذلك فمصر ترفض القيام باي عمل عسكري ضد ابران وحزب الله " .
وهذا الموقف طبعاً لا يتماشى ولا يتناغم مع المشروع السعودي الرامي الى القيام بمغامرة وعاصفة حزم عسكرية جديدة ضد ايران وحزب الله ، وله تداعيات كبيرة على مستقبل العلاقات المصرية - السعودية . 
وهو موقف ايجابي مسؤول يسجل لصالح مصر ورئيسها السيسي العازم على اعادة مصر لموقعها الافليمي والسياسي .
لا ريب ان هنالك تغيراً في مواقف النظام المصري ازاء الاحداث الجارية في المنطقة ، ويبدو ان السيسي استخلص النتائج والعبر مما يجري ويدور من مخططات ومشاريع تجزئة ، فبعد سلسلة من المواقف السلبية وخاصة في مسألة المعابر ابان العدوان الأخير على غزة هاشم ، فان مواقفه الأخيرة فيها بصيص من الأمل ، وخاصة بعد ان نجحت جهوده في تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس ، وانجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية ، اضافة الى موقفه الأخير من التصعيد السعودي ازاء ايران وحزب الله ، مما يعزز الفرص لاصطفافات  جديدة وتغيير الخريطة السياسية الشرق اوسطية .
لقد كان لمصر على الدوام دوراً داعماً لقضايا الأمة العربية المصيرية والجوهرية ، ولكن نتيجة الاوضاع الملتهبة والساخنة التي مرت بها فقدت قيادتها للأمة العربية ، وقد تسلمت المملكة العربية السعودية ، راعية وممولة قوى الارهاب ، هذا الدور القيادي .
الموقف المصري الرافض لشن الحرب والعدوان على ايران وحزب الله فيه الكثير من الواقعية والعقلانية بخلاف الرؤية السعودية التي تتصف بالتسرع والمغامرة والمقامرة على شاكلة حروبها في اليمن وقطر .
والسؤال : هل انطوت الصفحة السوداء في التاريخ المصري ، وهل تعود مصر لتتبوأ مكان الصدارة من جديد وتكون حامية حمى العرب والمسلمين ، وهل هي قادرة على تغيير موازين القوى والارتقاء بفعلها ودورها في صناعة مستقبل المنطقة ، في ظل الهجوم الساحق لقوى التخلف والارهاب والتكفير السلفية ، والمقامرة السعودية العسكرية الجديدة ؟؟
هذا ما نأمله وتصبو اليه ونحلم به وسيقرره المستقبل المنظور .
**
في ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين .. عاصفة الجدل المستمرة 
 تصادف اليوم ، الخامس عشر من تشرين الثاني ،  الذكرى ال ( ١٢٨) لميلاد عميد الأدب العربي ، الأديب والمفكر د. طه حسين ، الذي أقلع وحده في المركب الفكري الكبير وهو ينشد الحرية والعقلانية ، وتشهد كتبه على ذلك .
يعد طه حسين من أبرز الشخصيات في الحركة الفكرية المصرية ، ورجالات التنوير ورموز النهضة والحداثة والثقافة المعاصرة في العالم العربي .
توزعت اهتمامات طه حسين الثقافية ، وانصرف الى الانتاج الفكري ، وخاض معارك حضوره الثقافي ، وتميز بثقافته الذكية ورؤيته المعاصرة ،  وقدرته على نقد فكر عصره ، وكتب في جميع صنوف الأدب ، وهو مبدع السيرة الذاتية في كتابه الشهير" الأيام " .
قدم طه حسين للانسانية أفكاراً جديدة وتجديدية متميزة ومستنيرة ، فدعا الى وجوب النهضة الفكرية والأدبية وضرورة التجديد والتحرير والتغيير والاطلاع على ثقافات جديدة مما ادخله في معارضات شديدة مع رجال الدين المتعصبين  المتشددين ، والسلفيين المتمسكين بالافكار التقليدية الرجعية المتزمتة .
وهو صاحب كتاب " في الشعر الجاهلي " المثير للجدل ، الذي كتبه وعمل فيه وفق مبدأ ديكارت ، وخلص فيه الى استنتاجاته الى أن الشعر الجاهلي الذي وصلنا منحول ، وكتب بعد الاسلام وليس قبله ، وأن الشعراء الجاهليين المشهورين أمثال عنترة العبسي وامرؤ القيس ما هم الا محض أساطير زائفة ولم يوجد لهم اي وجود تاريخي حقيقي ، فأثار زوبعة وموجة شديدة ضده ، وقاضاه الأزهر الى أن المحكمة برأته لعدم ثبوت موقفه الاساءة المتعمدة للدين والقرآن ، وقد أجرى بعض التعديلات على هذا الكتاب ، وحذف منه العبارات التي اخذت عليه ، وغير اسمه الى " في الأدب الجاهلي " .
وبقي طه حسين يثير عواصفه التجديدية طوال مسيرته التنويرية ، التي لم تفقد وهج والق جذوتها العقلانية ، ولم يتخل عن حلمه بمستقبل الثقافة وانحيازه الى معذبي الارض ، وحين أشغل وزيراً للمعارف وجدها فرصة مواتية لتطبيق شعاره الاثير ( التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن ) .
طه حسين سببقى يؤرق اعداءه ، حتى بعد وفاته ، بتراثه الخالد وآرائه النقدية ومنهجه الفكري العقلاني العلمي ، رمزاً من رموز حضارتنا العربية ، وثقافتنا المستنيرة .
**
أنا وأنت
اعذريني حبيبتي
أنا في حبك طفلاً
يعيش على الأمل
أنا في حبك فراشة
تبحث في الزهور عن
الرحيق لتحيا
أنا قصيدة حب في
دفتر يومياتك
أما أنت
فشمسي وقمري
ربيعي وصيفي
أنت عمري وحياتي
أنت زهر اللوز
وعبق الورد الذي
يملاً سمائي
فرحاً
وشوقاً
وعذاباً
وشوقاً 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق