لا لَمْ يمُتْ مهما نَأَى فالخُلْدُ تَبْعَثُهُ الرُّؤَى
ضَاقَتْ بِهِ وَزَناتُهُ فَاختَارَ رُكنًا هادِئَا
أغْوَتْهُ كُلُّ بَسَاطَةٍ فَازْدَانَ مِنها لآلِئَا
لَمْ يَرتَضِ رَغْدًا مُنيفًا أوْ رَامَ يُؤثِر هَانِئَا
النُّورُ سَربَلَ روحَهُ وعلى سَنَاهُ تَوَكّأ
نَهَل العَدَالةَ والِهًا ومُعَمَّدًا متَوَضِّئَا
فالشِّعْرُ سَيْفٌ سَاخِرٌ واللَحْنُ عَرشًا بَوَّأَ
والفَنُّ عِنْدَ هُواتِهِ أَضْحَى المُغِيثَ المُلجِئَا
وَصَرَاحَةٌ عَصَفَتْ بِهِ فَغَدَا لَدَيْهَا المُقْرِئَا
وَلَجَ السِّيَاسَةَ نَاقِدًا وَعَلَى المُرِيْبَ تَوَاْطَأَ
مٌتَشَرِّدٌ سَكَنَ العَوَاصِفَ كَيْمَا تَصِيرَ مُهَدِّئَا
كَمْ رَاقَهُ تَجْسِيدُ طَاغٍ تَعَبَ الفَقِيرِ تَجَشَّأَ
اَبْكَى وأَضْحَكَ عَابِثًا وَمُشَاغِبًا مُسْتَهْزِئَا
جَيلٌ تنسَّمَ سَعْيَهُ واسْتَوْحَى مِنْهُ مَبَادِئَا
إِنْ اشْرَقَتْ شَمْسٌ لَنَا فَزِيَادُ مَهّدَ مَوْطِئَا
هَلْ أرْزةٌ تَحْيّا إذا جِذْعٌ لَدَيهِا مُنَاوِئَا!
هَلْ مَوْطِنٌ حُرٌّ إذا خَفَرَ العُهُودَ وَمَاْلاَ !
إِنْ يَفْتَرِشْ هُدْبَ العُيُونِ فَلا يُعَدُّ مُفَاجِئَا
أَوْ يُصْطَفَى فَلِأَنَّهُ هَتَكَ العُيُوبَ لِيُبْرِئَا
لَمْ يَنْجُ مِنْهُ مُخَاتِلٌ حَشَدَ الحِرَابَ لِيَنْكَأَ
لبْنَانُنَا كُنْتٌم لهُ قَلْبًا شَغُوْفًا عَابِئَا
قَدَرٌ وأحْكَمْ قَيْدَهُ هَيْهَاْتِ مِنْهُ مُخَبِّئَا
فَاغْرَورَقَتْ عَيْنُ الضُّحَى والأُفْقُ وَاْسَى شَوَاطِئَا.
أَزِيَادُ زِدْنَا عِزَّةً مَا زلْتُ دَومًا ظامِئَا.





0 comments:
إرسال تعليق