تفوَّقَ على بعض أمراء ورؤساء وملوك العرب ، وغَيَّبَ جامعتهم مِن قاموس المنظمات المؤثرة لتتبدَّدَ مع السراب، ومسح بمقررات مؤتمراتهم أراضي المعروفين أهاليها والأغراب ، وعلَّق حاضرهم وسط عوسج البراري الموحشة لا يطرقها مستقبل إلا بفأل غُراب ، لا يأتي مِن تجسُّمِهِ خير بل بالشؤم المُضَاعَف والكرب ، قالها جُمَلاً لتصبح شمعة أضاءت رُبَى الأحرار في كل مكان تستوطنه سلالة إنسان شمالاً جنوباً شرقاً كما في الغَرب ، جهر بها غير مختبئ وراء جدران أسمنتية محصَّنة ولا داخل مكتبه المحاط بحراسة مشدَّدة بل من فوق أشهر منصة لهيأة الأمم المتحدة ليسمعها واضحة الأعداء فبل الأحباب والأصحاب ، مِن ممثلي حكومات البشرية دون استثناء ليفرح منهم الكثير والأقل فيهم مِن القليل يغضب ، قالها بصوت الواثق صاحبه أنه على حق غير خائف من عصابة الاغتيالات ولا نفوذ جامعة كل القوات ولا زارعة الفتن حاصدة أرواح الأبرياء الواصلة غيّها ليلاً ونهاراً بالتعذيب والاغتصاب ، قالها بلغة اسبانية سليمة النطق صحيحة القواعد النحوية تتسارع لتخرجها الأحبال الصوتية في رنة تطرب وجدان سامعيها وتراقص الضمائر الحية وتنعش ما كانت الإنسانية في حاجة اليه لتصحيح مسارها نحو إحقاق الحق و دحر الباطل ، ومع تعابيرها النيرة صاح بهدوء منطق الحكماء ، وقد حطَّ رحال نتاجهم الفكري ، فوق قمة الحل المطلوب ، يداوي غرور رؤوس ، ظن أصحابها بما في أيديهم من وسائل الشاملة الدمار ، أنهم فوق أخيار البشر ، وعلى سحق الحق أقدر ، وبعجرفتهم الكل يتغير ، حتى الأمل الأخضر ، بأطماعهم يجعل اليأس ملطَّخ بدم القتل الظالم الأحمر ، فجاءت المفاهيم السامية من بين حروفها المنبعثة بتنسيق متقن عن إيمان ذاك المسؤول انطلاقا من رتبة منصبه كرئيس لدولة كولومبيا الجنوب أمريكية (Gustavo Francisco Petro ) غوستافو فرانسيسكو بيترو ، لتؤكد أن فلسطين في قلوب غير العرب مكانة لا تُقارَن من المعزة والاحترام ، لصمودها أمام أعثى الأنظمة التي فاقت الفاشية في همجيتها غير المسبوقة ، حيث قال ما ملخصه : "المطلوب تأسيس جيشاً عالمياً موحدا من المتطوعين الشباب الراغبين في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ، وفي بلدي كولومبيا سأفتح مجال التطوع لنفس الغاية وسأكون الأول في القائمة " . إنها الفكرة الواجب اتخاذها بعين الاعتبار كوسيلة من الممكن تحقيقها ما دامت القضية منتقلة في المراحل المقبلة إلى مسؤوليةٍ ، الشعوب العالمية كفيلة بتحمُّلها ، ما دامت الحكومات العربية دون استثناء ، أصبحت عاجزة تماماً عن القيام بما كان عليها القيام به منذ عقود ، تلك الحكومات المساهمة في إطلاق يد إسرائيل للعبث بكرامة الفلسطينيين التي هي جزء لا يتجزأ من الكرامة العربية . وكما نرى انتقل العمل الجدي لإطراف أبعد ما تكون عن المنطقة قادها ضميرها الإنساني لتبنِّي أشرف مشاركة ميدانية مباشرة لإنقاذ شعب عربي من الضياع والانقراض بتسلط صهيوني تباركه الولايات المتحدة الأمريكية علانية ، وكان على المسؤولين العرب انتظار المبادرة الكولومبية لقياس مدى تقصيرهم الواضح في القيام بواجبهم تجاه مَن جعلوها لعقودٍ قضيتهم الأولى لتمرير مصالح سياسية عراها الزمن ، لتظهر الخدمة المجانية المقدمة سراً لإسرائيل ، إرضاء لسياسة أمريكية كارهة للعرب وفي نفس الوقت مستغلة خيراتهم بالتحايل والقوة .
إقرأ أيضاً
-
بحكم أن الجزائر خضعت للحكم العثماني لمدة تفوق 300 سنة ( 1518 - 1830 ) هذه المدة الطويلة كانت كفيلة لانتقال الموروث العثماني إلى المجتمع ...
-
مشاركة : مفيد نبزو ـ مهداة إلى أمي ، وزوجتي ، وكل أمهات العالم . من القصائد المعتبرة عالميا ًمن أفضل ما كتب عن الأم ، فقد كتبها الشا...
-
NA VEIA DO AMOR * POEMA DO POETISA BRASILEIRO : MARIA APARECIDA MARQUES SOUZA / BRASIL - * TRADUÇÃO FEITA PELO POETA TUNISIANO : MOHY C...
-
شعراء الواحدة وبواحدة الحلقة التاسعة أولاً : بيتا القصيد : وإنّـمــا أولادُنــا بيننـــا ***أكـبــادُنـا تمشــي علــى الأ...
-
( في رثاء الشاعر الكبير المرحوم الأستاذ " جورج نجيب خليل " ) - في الذكرى السنويَّةِ على وفاتِه - نبيَّ الشِّعرِ والن...
-
المعروف انه بعد اتفاق الطائف وتعديل الدستور اللبناني ان الرئيس لا يملك تلك الصلاحيات المطلقة التي كانت قبل الطائف والتي تحول معظمها الى رئيس...
-
في ربُى مدينةٍ لظاها الوقدُ تلظى في دُجى ليلّها الوجدُ فمِن فرطِ الحرائق راح الّليل يحكي للصّباحِ كيفَ أقامتِ الحرائق الّليالي ولم تقعدها!...
-
تجيد الطبقة السياسية اللبنانية الهروب إلى الأمام وافتعال معارك دونكشوتية، وآخرها مسالة انتخاب المُهجرين (المغتربين) اللبنانيين في الخارج وكأ...
-
ثديا المرأة أجمل ما فيها، وهما العضوان البارزان اللذان لا تستطيع المرأة - مهما حاولت - إخفاءهما، وهما من أكثر أعضائها شهوة وإثارة للرجل،...
-
مع افتتاح بازار الإنتخابات الرئاسية في لبنان بدأت سبحة الترشيحات لرئاسة الجمهورية منها المعلن سابقا وحديثا بالاضافة الى الترشيحات الكامنة ...






0 comments:
إرسال تعليق