سلوك القطيع/ فؤاد الحاج


من مساوىء سلوك القطيع ما نشاهده ونتابعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

على سبيل المثال، حين يقوم شخص بتمرير رسالة ما، أو مقطع فيديو، أو مقالة ويعيد إرسالها لأصدقائه دون التأكد من صحة أو دقة المعلومات الواردة في ما يقال في الفيديو، لأن الأغلبية أميين علماً، مع انهم يقرأون ولكنهم لا يعرفون الكتابة ولا يفهمون ما يقرأون. 

وكذلك الذين يرسلون فيديوهات لها علاقة بالدين أي دين، وأخطرها التي يرد فيها مجرد نص أو جملة تقول: "أرسل الرسالة لأكبر عدد ممكن من اصدقائك فأن الله سيحقق لك مطلوبك" أو ما شابه من كلمات. بعد ذلك نجد أحدهم يعلق على النص بكلمات منمقة وخالية من أي معنى، وباللاوعي نجد أن أغلب التعليقات الأخرى تأخذ نفس منحى التعليق الأول، وبالمقابل نجد أن معظم الذين يدعون العلم وبعضهم يعتبر نفسه قائداً وملهماً لأنه تولى ذات يوماً منصباً ما، أو دور ما في لجنة قليلة العدد أو شارك في مظاهرة ما، وبوعي أو لا وعي نجد انه يريد تمرير معتقده الديني وفرضه على الآخرين وينتقد الذين لا يتبعون ملته مستشهدا بما يبثه الجهال في فيديوهات تنشر الحقد والكراهية المنتشرة بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي، بينما كان في المظاهرات وفي كتاباته يرفع لافتات تدعو إلى نبذ الطائفية والمذهبية! 

وهذا يدعونا إلى البحث في العلاقات الفردية والجماعية في السلوك اليومي للأشخاص، حيث نلاحظ أن أحدهم ذهب إلى أحد المطاعم أو المقاهي فيقوم بتصوير فيديو يشيد فيه وبخدماته ونظافته ولذة مأكولاته، ثم يدعو الآخرين للذهاب إلى ذلك المطعم أو المقهى مع إشادة ومديح بذلك المطعم أو المقهى، وعندما يذهب أحدهم أو أصدقاء صانع ذلك الفيديو يتفاجأون بعكس ما قاله ذلك الشخص. 

وبالمقابل قد يذهب عدد من الأصدقاء قاصدين الغداء أو العشاء دون تحديد للمطعم فيجدون مطعمين أحدهما شكله نظيف ولائق ولكن عدد الذين بداخله قليل، أما المطعم الثاني فهو مثل الأول ولكن عدد الزبائن فيه كثيرون فيتجه الجميع إلى المطعم الثاني ظناً منهم أنه يعني أنه أفضل ومأكولاته ألذ، ولكنهم يتفاجأون ان أكله غير لذيذ وأسعاره أغلى، بينما الذين ذهبوا إلى المطعم الأول يشيدون بلذة مأكولاته وأسعاره. 

هذا أنموذجاً عن سياسة القطيع التي بالإمكان تطبيقها على أمة النكبات.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق