الشيطان فك أسره/ لطيف شاكر

  سموم  الافاعي  الداعشية  وعقارب الارهاب الاسلامية  أنطلقت   من جحورها و أوکارها الآسنة و العفنة لتضرب عاصمة الاتحاد الاوربي بروکسل بنار حقدها الدفين على التقدم و التطور و الحرية و القيم الانسانية لتحصد أرواح الابرياء العزل، وهي بذلك تبادر بإرسال رسالة حقد دموية أخرى للعالم کله تعلن من خلالها مقاطعتها للإنسانية و إصرارها على المضي قدما في مشوارها الشرير   والمشوب بالكراهية والهدم والدم
لقد فتحت  بلجيكا ابوابها  للمسلمين  واحتضنتهم عملا بقول تعاليم السيد المسيح :"لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. " مت 35:25.لكني الومها بشدة  لانه كان يجب  حينما تحتضن  اي جماعة  لابد ان يعرفوا   تاريخهم  وثقافتهم وسيرتهم وماضيهم وحاضرهم مع البلاد الاخري  هل سيكونوا مشاركين  في نهضة  البلد  ام عبئا ثقيلا  يستغلون  ديمقراطية الدولة   لمصالحهم الشخصيه والدينية؟ هل سيكون ولاءهم للوطن الجديد الذي منحهم جنسيته ام سيكون ولاءهم لدينهم  والبراء من وطنهم الجديد الذي اعطاهم مالا يحلموا  به في بلد المنشأ من حرية وعلاج واكل وشرب وحياه هنيئة ...الخ
منذ الستينات من القرن الماضي،  وافقت  بلجيكا في عهد الملك بودوان للملك السعودي فيصل، الذي كان قد زار بروكسل في عام 1967،  على إقامة مسجد علي  متحف الاثار البلجيكي المبني علي التصميم الشرقي عام  1879 في العاصمة , و منحت بلجيكا      للسعوديين استخدام هذه البناية لمدة 99 عاما، بدون إيجار تم تحويرها من قبل السعوديين، وافتتح في عام 1978 باسم المسجد الكبير في بروكسل، إضافة إلى استخدامه مقراً للمركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا

وتم توظيف رجال الدين المدربين من السعودية والخليج. و في ذلك الوقت، كانت بلجيكا تشجع العمال المغاربة والأتراك أن يأتوا إلى البلاد كعمالة رخيصة. وحسب  الاتفاق بين الملكين جعل المسجد المكان الرئيسي لعبادتهم

ولم تكتفي  بلجيكا بهذا بل اعترفت بالدين الاسلامي عام 1974 واعتبرته الدين الثاني  رسميا  وقررت  ان عيدي الفطر والاضحي عطلة رسميه وتكفلت ببناء مئات المساجد وسمحت بالحجاب والنقاب في  العمل والأماكن العامة  وانتشار  االفكر الاسلامي

وعلى الرغم من اعتبار المسجد الصوت الرسمي للمسلمين في بلجيكا، ولكن جاءت تعاليم السلفية المتشددة بتقاليد مختلفة جدا عن إسلام المهاجرين  لها حتي اثمرت بانضمام حوالي 562 مسلم بلجيكي الي داعش وبلجيكا علي علم بهم. ومحاولة تدمير بلجيكا (الكافره)

الخطأ الاستراتيجي للدولة البلجيكية(والغرب) الغير المدروس, آتى بنقيض من متمنيات الدولة, بتخطيطها لدمج المكون الاسلامي في المجتمع البلجيكي, لكن بسياسة خاطئة, فعوض تحقيق سياسة الاندماج, حصل العكس, تمت عزلة هذا المكون من غير وعي, بسبب السياسة "الاسلامية" للدولة البلجيكية, برسميتها للعقيدة الاسلامية ودعمها المالي لبناء المساجد وتكوين الجمعيات الثقافية الاسلامية وتحمل رواتب ائمة المساجد و رواتب معلمي اللغة العربية والسماح للبعثات الاسلامية الارهابية القادمة من دول الاعتناق الاسلامي خصوصا من دول الخليج الفارسي او من المستعمرة العروبية, والتساهل مع دعواتها التبشيرية والتحريضية ضد البلجيكيين والاوروبيين (الكفار), هذا الوضع الشاد افرز ظاهرة الكنتونات الاسلامية وخصوصا في بروكسيل بأسواقه ومتاجره ومقاهيهه ومساجده و..., تتحكم فيه العصابات الاجرامية المافيوية والاسلاموية
هذه السياسة الخاطئة في احتواء المسلمين وادماجهم في المجتمع البلجيكي ادت الى كوارث لم تكن في حسبان مخططي السياسة البلجيكية, دفع ثمنها ابرياء الشعب البلجيكي بالارواح والدماء, وآخر هذه الكوارث ما سماه الارهاب الاسلامي ب(غزوة بروكسيل), بدأت بانفجارين في المطار الوطني وانفجار بمحطة مترو الانفاق قرب المفوضية الاوربية راح ضحيته 38 قتيل و90 جريح  وعلى اثر الجريمة الارهابية الاسلامية المروعة, ساد جو من الهلع والخوف في صفوف البلجيكيين, وخصوصا ان الارهاب الاسلامي, قنابل موقوتة مزروعة في تربتهم, قد تنفجر في اية وقت من دون انذار
الشعب البلجيكي خاصة والشعوب الاوروبية عامة تعاني من موجات الارهاب الاسلامي, بسبب السياسات الاعتباطية والانتهازية للقيادات الاوروبية التي لا تراعي مصالح شعوبها بقدر ما تخدم مصالح القوى البورجواجية وشركاتها الفوق القومية, وذلك بسن سياسة "اسلامية" في دولها ترضي دول المعتقد الاسلامي  ظاهريا وتبقي على الاستغلال الامبريالي لهذه الدول. السياسة الرعوية لمصالح الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسية تنفذ على حساب أمن الشعوب الاوروبية المكتوية بنيران الارهاب الاسلامي, والا كيف تعترف دولة مثل بلجيكا برسمية الاسلام والسماح بتكوين كنتونات اسلامية ب(اعرافها وقوانينها التشريعاتية) فوق التراب البلجيكي والسماح لتأسيس حزب اسلامي " الشريعة من اجل بلجيكا", وغض النظر عن كل تجاوزات هذه المؤسسات وتعارضها مع القوانين البلجيكية وكذا تقديم الدعم المادي والمعنوي للمؤسسات الاسلامية وانشطتها الدعوية التحريضية, مما حذا بالكتلة الاسلامية التجرئ بالمطالبة باسلامية الدولة الاسلامية.
ان  الارهاب الاسلامي يستهدف الأمن الدولي عامة والأمن الاوروبي خاصة, ورغم العمليات الاحترازية التي تشنها الاجهزية الامنية في بعض الدول, الا انها لم تستطيع انهاء العمليات الارهابية للجماعات الاسلامية, والدليل على ذلك ان كل الاجراءات المتخذة بعد " غزوة " شارلي ابدو, واغتيال 12 صحفيا يوم 7 يناير 2015, اقترفت الجماعة جريمة ارهابية اكثر بشاعة وترويعا, بقتل 130 شخص, يوم 13 نوفمبر 2015 وفي نفس المدينة (باريس).
 ونتيجة تورط الجماعة الارهابية المقيمة في بلجيكا, شنت الشرطة البلجيكية عمليات مداهمات واعتقالات للمشتبه فيهم, وتمكنت الشرطة من اعتقال الارهابي صالح عبد السلام, الا ان كل هذه الاعتقالات لم تمنع العملية الارهابية الاسلامية "غزوة بروكسيل" التي ارهبت سكان  بروكسيل, وشككت في السياسة الامنية الاوروبية الغير كافية للقضاء على الارهاب الاسلامي, مما يستوجب البحث عن حل جذري لانهاء هذا الداء المزمن المهدد لاستمرارية الحياة البشرية
فالجرائم الإرهابية الأخيرة ليست بنت الساعة، بل هي نتاج عشرات السنين من عملية غسيل أدمغة الشباب، ونشر التطرف الديني الوهابي في العالم وتحويلهم إلى روبوتات وقنابل بشرية موقوتة
 من جهة اخرى كيف يعقل للقيادات الامبريالية معرفة وبالاسماء الشخصيات الممولة للارهاب وهويات الدول الممولة والراعية للارهاب الاسلامي, منذ عقود   ولم تتخذ الدول الكبرى اجراءات ردعية ضد الدول الممولة للارهاب مثل السعودية وقطر , والتي مازالت حتى الان تعد الممول الرئيسي للارهاب الاسلامي العالمي والمتورطة حاليا في كل النزعات الطائفية والاهلية المرعبة والترهيبية لشعوب الشرق الاوسط والشمال الافريقي,وهذا الثنائي  هو المسؤول عن موجة النزوح لملايين البشر من قراهم ومدنهم وتشريدهم بين الدول واستغلال معاناتهم للمساومات السياسية
الخطوات الضرورية لانهاء الارهاب لا يمكن ان تنفذها الامبريالية, ما دامت هذه الاخيرة لا يهمها آمن الشعوب ومصالح المقهورين, بل تستغل الامبريالية بنفسها الفعل الارهابي لتوظيفه لمصلحة الاحتكارات البورجوازية الامبريالية من جهة, ومن جهة اخرى تستغل الظاهرة لقمع الحركات الاحتجاجي ردة   ضد الاستغلال والاضطهاد الرأسمالي, ولهذا سيظل الارهاب الاسلامي يحصد الارواح البريئة سواء داخل اوروبا او خارجها
إنهاء الارهاب الاسلامي لا يتم  بالرد علي   الفعل الارهابي بعد حدوثه, وانما بتفكيك منابعه الفكرية وقاعدته المادية, و تدمير البنية التحتية والفوقية للارهاب الاسلامي باوروبا, باستهداف المؤسسات الارهابية ( مساجد وجمعيات و ...) وكذا منع الارهابيين من الحملات الدعوية التبشيرية لايديولوجية القتل, طرد دعاة الارهاب من اوروبا, منع العنصر الاسلامي الارهابي من الاستفادة من الوسائل المعلوماتية والتكنولوجية  مثل مواقع الصحافة الالكترونية والمواقع الاجتماعية المقروءة والمسموعة والمرئية وكل وسائل التواصل, وايضا اصدار مذكرات دولية لاعتقال ومحاكمة الاشخاص المتورطين في الارهاب تنفيذا او تمويلا او تنظيرا اودعويا, ومعاقبة اقتصاديا وسياسيا كل الدول المدعمة والممولة للارهاب في شكله المادي او الفكري, ومحاكمة قاداتها.
الحضارة الاوروبية ستندثر في المستقبل بفعل التزايد الكارثي للحضور الاسلامي وتعاليمه الظلامية الحاقدة على وجود الاخر الغير المنتمي لثقافته البربرية الداعية لازالة المكونات البشرية الكافرة بالمقدس المحمدي.
اتباع سياسة المهادنة الاوروبية حفاظا على المصالح الاقتصادية للبورجوازية تحت غطاء الدولة العلمانية جعل الشعوب الاوروبية تدفع حياتها ثمنا لاثراء الاثرياء,  ماذا لو تعامل الغرب  مع الجاليات الاسلامية بمثل ما تتعامل الدول الاسلامية الجاليات المسيحية, منع بناء المساجد وتقليص عدد المساجد المتواجدة, عدم الترخيص للمنظمات الاسلامية, طرد المبشرين الاسلاميين, منع دخول المنظرين السلفيين الى اوروبا, طرد الرافضين الاندماج في المجتمعات الاوروبية, منع الرموز الاسلامية في المواقع العامة, محاربة المواقع الالكترونية السلفية والقنوات الفضائية السلفية, حرب بدون هوادة ضد التعاليم الارهابية لحماية الانسانية وحماية ما وصلت اليه
  أن معظم الإرهابيين والمتطرفين المسلمين في بلجيكا  واوربا هم خريجو الجامع الكبير الذي يديره السعوديون في بلجيكا   وهؤلاء يستلمون أطفال المسلمين ويزرعون فيهم ثقافة الكراهية والتطرف والتكفير ضد أتباع جميع الأديان الأخرى، وضد المسلمين من غير السلفيين الوهابيين، وبالأخص ضد الشيعة، ويعتبرون قتل جميع هؤلاء ضمان لهم لدخول الجنة.

لذلك على الحكومات الغربية أن تصحو من غفوتها، وإذا ما استمرت في هذا الاستغفال والتغاضي عن دور السعودية في نشر التطرف الديني التكفيري مقابل المال، فإن مزيداً من العمليات الإرهابية في المستقبل، وهذا يؤدي بدوره  إلى صعود اليمين الأوربي المتطرف ضد كل الجاليات الإسلامية في الغرب، والأبرياء هم الذين يدفعون الثمن في كل وقت  . .

وأخيراً الرئيس باراك أوباما أعترف علناً بدور السعودية في نشر التطرف والإرهاب في العالم، ولكن الإعلان وحده لا يكفي ما لم يتم أخذ إجراءات رادعة ضد مملكة الشر وإيقافها عند حدها وتحميلها تكاليف كل هذا الخراب الذي حصل في البلدان التي نالها الإرهاب السعودي مثل العراق وسوريا واليمن وتونس وليبيا ومصر والبلدان الأوربية والأفريقية الأخرى. فبدون تجفيف منابع الإرهاب ابتداءً من السعودية تبقى البشرية تعاني من هذا الإرهاب الوهابي المتوحش إلى أجل غير معلوم
قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن على المملكة المتحدة  الاتحاد وحماية  قيمها المسيحية في مواجهة تهديدات الإرهاب
وأضاف أنه يمكن هزيمة الأيديولوجية المحركة لهجمات مثل تلك الأخيرة في بروكسل، وذلك من خلال "الدفاع بفخر" عن تلك القيم المسيحية.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق