تعتبر الأديبة الفرانكفونية ليلى صبار ذات الأصول الجزائرية واحدة من أهم الكاتبات الجزائريات المسكونة بهاجس اللغة والهوية الوطنية كالأديبة الراحلة آسيا جبار ومايسة باي وأخريات من كتبن بلغة المستعمر، وهذا راجع لظروف وأسباب ترتبط ارتباطا وثيقا بالاغتراب والنشأة الأولى للكاتب.
لا تزال قضية المنفى تحتل جزء كبيرا من كتابات المبدعة ليلى صبار كروايتها الشهيرة "لا أتحدث لغة أبي" (2003)، والتي تعتبر رحلة أبطالها الزمان والمكان في الأساس، أين تجتمع فيها جملة من ذكريات الطفولة وهي تنتمي لجنس السيرة الذاتية.
ليلى صبار من مواليد عام 1941 بمنطقة آفلو (الأغواط)، من أب جزائري وأم فرنسية، كلاهما كانا مدرسين للغة الفرنسية في المدرسة الجزائرية.
تابعت صبار تعليمها في الجزائر إلى غاية بلوغها ثمانية عشرة سنة، لتجد نفسها مرغمة على الرحيل إلى فرنسا دون سابق إنذار. تواصل هناك – في بلد والدتها – دراستها الجامعية في مجال الأدب، كما تقرر صبار أيضا الاستقرار بشكل نهائي في باريس سنة 1963.
نتوقف هنا أمام قصة كتبتها صبار تحت عنوان "ظل اللغة" ضمن مجموعتها القصصية الموسومة (أختي الغريبة) التي نقلها إلى اللغة العربية أحمد عثمان، وكأنها تحاكي القارئ وتهمس في أذنيه عن حبها وعشقها للغة الضاد، التي لطالما افتقدتها كما يفتقد المغترب وطنه الأم حيث تقول الساردة: "وعن بلدي الذي أنتمي إليه، لا أقرأ شيئا. أراه، ولست متأكدة أنظر إليه. وكنت دوما منتبهة إلى بلاد الكتب." (ص 15).
للأسف الشديد تواصل صبار بوحها للمتلقي بحسرة لا تخلو من العشق للغة والدها التي لم تتمكن من تعلمها منذ الطفولة المبكرة، لأن والدها كان يفضل لغة المستعمر: "ولدت في بيت كانت الفرنسية لغته. لم يكن للغة العربية وجود في البيت والمدرسة." (ص 16).
العتاب موجه تحديدا للأب في هذه القصة، هو ذلك الرجل الشرقي بلا منازع، المعلم الذي يفضل لغة زوجته على لغة بلده الأم، فيحرم بشكل مباشر ابنته من تعلم لغة الجزائريين، وهذا ما نقرأه على لسان الساردة: "أبي يحفظ لغته في الظل. لغة لا تتحدث، لا تغني، لا تؤسطر. يترك للغة الأخرى مساحة كبيرة تصادر ما تبقى من مساحة الأخرى لكي تحتلها وتخصبها." (ص 16).
ترى ليلى صبار أن لغة أبيها لغة مقيدة بأغلال الصمت، وكأنها تعيدنا إلى صور معاناة الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية التي عانت هي الأخرى في صمت، لكنها أبت الخضوع له وتمردت عليه، وهو حال الأديبة في هذه القصة الجميلة التي تكسر قيود صمت اللغة العربية ولو بقلم سال حبره مرغما باللغة الأخرى – الفرنسية - التي علمت المبدعة صبار معنى العدالة والمساواة والأخوة.
جاء السرد في "ظل اللغة" بضمير المتكلم (أنا) معبرا عن حرمان لغوي عاشته الكاتبة ولا تزال تعبر عنه في مجمل أعمالها الأدبية بجرأة كبيرة، وقد أضفى على جو القصة مشاعر حميمة واضحة مع القارئ لينسجم مع فكرة ومشاعر الساردة بشكل طبيعي غير مصطنع.
لا تزال قضية المنفى تحتل جزء كبيرا من كتابات المبدعة ليلى صبار كروايتها الشهيرة "لا أتحدث لغة أبي" (2003)، والتي تعتبر رحلة أبطالها الزمان والمكان في الأساس، أين تجتمع فيها جملة من ذكريات الطفولة وهي تنتمي لجنس السيرة الذاتية.
ليلى صبار من مواليد عام 1941 بمنطقة آفلو (الأغواط)، من أب جزائري وأم فرنسية، كلاهما كانا مدرسين للغة الفرنسية في المدرسة الجزائرية.
تابعت صبار تعليمها في الجزائر إلى غاية بلوغها ثمانية عشرة سنة، لتجد نفسها مرغمة على الرحيل إلى فرنسا دون سابق إنذار. تواصل هناك – في بلد والدتها – دراستها الجامعية في مجال الأدب، كما تقرر صبار أيضا الاستقرار بشكل نهائي في باريس سنة 1963.
نتوقف هنا أمام قصة كتبتها صبار تحت عنوان "ظل اللغة" ضمن مجموعتها القصصية الموسومة (أختي الغريبة) التي نقلها إلى اللغة العربية أحمد عثمان، وكأنها تحاكي القارئ وتهمس في أذنيه عن حبها وعشقها للغة الضاد، التي لطالما افتقدتها كما يفتقد المغترب وطنه الأم حيث تقول الساردة: "وعن بلدي الذي أنتمي إليه، لا أقرأ شيئا. أراه، ولست متأكدة أنظر إليه. وكنت دوما منتبهة إلى بلاد الكتب." (ص 15).
للأسف الشديد تواصل صبار بوحها للمتلقي بحسرة لا تخلو من العشق للغة والدها التي لم تتمكن من تعلمها منذ الطفولة المبكرة، لأن والدها كان يفضل لغة المستعمر: "ولدت في بيت كانت الفرنسية لغته. لم يكن للغة العربية وجود في البيت والمدرسة." (ص 16).
العتاب موجه تحديدا للأب في هذه القصة، هو ذلك الرجل الشرقي بلا منازع، المعلم الذي يفضل لغة زوجته على لغة بلده الأم، فيحرم بشكل مباشر ابنته من تعلم لغة الجزائريين، وهذا ما نقرأه على لسان الساردة: "أبي يحفظ لغته في الظل. لغة لا تتحدث، لا تغني، لا تؤسطر. يترك للغة الأخرى مساحة كبيرة تصادر ما تبقى من مساحة الأخرى لكي تحتلها وتخصبها." (ص 16).
ترى ليلى صبار أن لغة أبيها لغة مقيدة بأغلال الصمت، وكأنها تعيدنا إلى صور معاناة الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية التي عانت هي الأخرى في صمت، لكنها أبت الخضوع له وتمردت عليه، وهو حال الأديبة في هذه القصة الجميلة التي تكسر قيود صمت اللغة العربية ولو بقلم سال حبره مرغما باللغة الأخرى – الفرنسية - التي علمت المبدعة صبار معنى العدالة والمساواة والأخوة.
جاء السرد في "ظل اللغة" بضمير المتكلم (أنا) معبرا عن حرمان لغوي عاشته الكاتبة ولا تزال تعبر عنه في مجمل أعمالها الأدبية بجرأة كبيرة، وقد أضفى على جو القصة مشاعر حميمة واضحة مع القارئ لينسجم مع فكرة ومشاعر الساردة بشكل طبيعي غير مصطنع.
0 comments:
إرسال تعليق