إن المتتبع اليومي للعلاقة بين الجزائر والمغرب الأقصى يستنتج بأنها تتجه نحو الأسوء، وذلك بعد إنسحاب الباحثين والمؤرخين من قول كلمة حق وتوجيه العامة والدهماء التي أصبحت تسير من طرف عصبة من أقلام صحفية مأجورة وغير متعقلة من الجهتين، ومن طبقة سياسية مفلسة وجاهلة، فرغم أن الخلافات السياسية بين البلدين ليست وليدة اليوم وإنما مرت بفترات أشد من هذه خلال العهد العثماني بعدما رفض السعديين والعلويين الانضواء تحت لواء الأتراك، الا أن حبال التواصل بين الشعبين لم تنقطع، وذلك بسبب ثلة من العلماء الذين اعتبروا أن الحدود الجغرافية رسمها الساسة، بينما الدين الاسلامي لا يعترف بالحدود بين البلدان، فكانت تنقلاتهم يومية بين حواضر البلدين، فأعلام المغرب كانوا ينظرون إلى تلمسان كحاضرة يجب زيارتها والنهل من أعلامها والتبرك بمعالمها، بينما كانت فاس بمساجدها القرويين والأندلس تشكل حافزا لطلبة وعلماء الجزائر بضرورة زيارتها، بل الكثير منهم قرر الاستقرار هناك من دون الاحساس بالغربة، فهذا المقري والونشريسي وابن الوقاد وابن جلال والخروبي وقدورة ... صالوا وجالوا في شوارع فاس العتيقة ومساجد مراكش الزاهرة ومدارس مكناسة الزيتون، بينما فضل عبد الواحد السجلماسي وابراهيم التازي ومحمد التواتي ... الاستقرار في الجزائر ووهران وقسنطينة .
ولعل خير مثالا في التواصل بين أعلام البلدين تلك المراسلات التي كانت بين إبراهيم بن هلال السجلماسي المغربي وعبد الله بن محمد العنابي الجزائري، هذا الأخير الذي نزل بوادي درعة واستقر بها، وهناك إلتقى بالشيخ إبراهيم ابن هلال فكانت بينهما مودة وصحبة ترجمت إلى مراسلات، وقد قال عنها إبن عسكر الشفشاوني ( كان ينبغي أن تكتب هاته المراسلات بماء من ذهب لحسن بلاغة كل منهما )، وقد امتدح عبد الله العنابي شيخه إبن هلال في قصيدة ( جواهر الجلال في إستجلاب مودة إبن هلال )، ورد عليه إبن هلال السجلماسي بقصيدة رائعة نذكر أبرز أبياتها :
يا نخبة العلماء والفضلاء ***** وبقية الأعلام والنبلاء
وبراعة وفصاحة وبلاغة ***** أعيت جميع ألسن الفصحاء
دانوا أقروا أذعنوا لزعيمهم ***** فاسحب ذيول العزة القعساء
سحبانهم لكم يقر بأنكم ***** قطب البيان وفارس البلغاء
بشراك عبد الله حزت مفاخرا ***** وعلوت فوق كواكب الجوزاء
قسما بمن سواك شخص سيادة ***** وجلالة ونزاهة وذكاء
ووجاهة ونباهة ومهابة ***** وشجاعة وسماحة وسخاء
وديانة وطهارة وصيانة ***** وأمانة وتعفف وحياء
ما ان لنا بجزائكم من طاقة ***** من لي وكيف وأنى لي بكفاء
لكن جميل الذكر منى لم يزل ***** ما عشت موصولا مع الأبناء
والشكر مني واجب متعين ***** أبدا لما لك من يد بيضاء
لازلت مشكورا وسعدك دائم ***** يا جهبذ العلماء والنبلاء
وعليك من أزكا السلام تحية ***** تغشاك بالأصباح والأمساء
نفحاته كالمسك فض ختامه ***** وكنشر زهر الروضة الغناء
ولعل خير مثالا في التواصل بين أعلام البلدين تلك المراسلات التي كانت بين إبراهيم بن هلال السجلماسي المغربي وعبد الله بن محمد العنابي الجزائري، هذا الأخير الذي نزل بوادي درعة واستقر بها، وهناك إلتقى بالشيخ إبراهيم ابن هلال فكانت بينهما مودة وصحبة ترجمت إلى مراسلات، وقد قال عنها إبن عسكر الشفشاوني ( كان ينبغي أن تكتب هاته المراسلات بماء من ذهب لحسن بلاغة كل منهما )، وقد امتدح عبد الله العنابي شيخه إبن هلال في قصيدة ( جواهر الجلال في إستجلاب مودة إبن هلال )، ورد عليه إبن هلال السجلماسي بقصيدة رائعة نذكر أبرز أبياتها :
يا نخبة العلماء والفضلاء ***** وبقية الأعلام والنبلاء
وبراعة وفصاحة وبلاغة ***** أعيت جميع ألسن الفصحاء
دانوا أقروا أذعنوا لزعيمهم ***** فاسحب ذيول العزة القعساء
سحبانهم لكم يقر بأنكم ***** قطب البيان وفارس البلغاء
بشراك عبد الله حزت مفاخرا ***** وعلوت فوق كواكب الجوزاء
قسما بمن سواك شخص سيادة ***** وجلالة ونزاهة وذكاء
ووجاهة ونباهة ومهابة ***** وشجاعة وسماحة وسخاء
وديانة وطهارة وصيانة ***** وأمانة وتعفف وحياء
ما ان لنا بجزائكم من طاقة ***** من لي وكيف وأنى لي بكفاء
لكن جميل الذكر منى لم يزل ***** ما عشت موصولا مع الأبناء
والشكر مني واجب متعين ***** أبدا لما لك من يد بيضاء
لازلت مشكورا وسعدك دائم ***** يا جهبذ العلماء والنبلاء
وعليك من أزكا السلام تحية ***** تغشاك بالأصباح والأمساء
نفحاته كالمسك فض ختامه ***** وكنشر زهر الروضة الغناء
0 comments:
إرسال تعليق