من يقرأ للكاتب المصري عمر طاهر "شركة النشا والجلوكوز" سيواجه منذ الوهلة الأولى نصا مفتوحا لمجموعة حكايات، يخالف عادة هذا الكاتب في طرح أعماله السابقة التي لا تخلو من عنصر التشويق والسخرية التي ترسم الابتسامة على الوجوه.
لقد صرح طاهر في احد حواراته السابقة أن عنوان هذا الكتاب جاء تخليدا للشركة الموجودة في واقعه الفعلي، حيث كان يسكن بجوارها وقد عانى الكثير منها، ومن هذا المنطلق نتساءل بدورنا ما هي المشكلة التي جعلت الكاتب يعاني من شركة النشا والجلوكوز وتصبح مادة دسمة للكتابة؟
لربما سيجد المتلقي الإجابة فور قراءة الصفحات الأولى لهذا الكتاب عن سؤالنا، حيث نجد أن السارد وهو الأنا-الآخر لعمر طاهر يعاني من مشكلة الزنة التي يصاحبها الأرق، مما جعل الطبيب يصف له منوما ليتعامل مع ذلك كتعامله مع ضيف جديد قد يلازمه دائما.
يبدأ الكاتب بسرد جملة من الحكايات لخلق جو من المتعة ونسيان حالة تلك الزنة، التي لا تخلو بدورها من التسلية والفضول والسخرية التي اعتادها القراء في أسلوب عمر طاهر، والتي يتجاوزها إلى أمور أخرى كادراك حقائق مغيبة عن عقول العامة من الناس.
يشير طاهر في حديثه عن التعليم بشكل عام إلى أن قراءة الكتب هي الاستفادة الوحيدة من التعلم، كما أن استكماله لا يعتبر ميزة مطلقة كما هو حال نموذج لكاتب نشأ عصاميا معتمدا على نفسه حتى سجله التاريخ من عمالقة الفكر العربي الحديث، كما يشير إلى ذلك السارد: "مثلا لو كان الأديب عباس العقاد أكمل تعليمه ولم يتوقف عند الابتدائية لكان أسلوبه الأدبي أسهل كثيرا مما قرأنا، ولكنه (حب يعلم) على حملة المؤهلات العليا فبالغ في أن يكون أسلوبه صعبا دون أن يخل ذلك بحلاوة المعنى، فحول ما كان يفترض أن يخشى منه إلى موضع للفخر والإعجاب..." (ص 18).
لا يخلو التلفزيون من حوارات الكآبة التي تبدد السلام النفسي في رأي الكاتب، حتى أنها تزرع بداخل المشاهد الشعور بالخطر أو المؤامرة التي لا تفارق وجدانه: "حكى لي صديق توجه لطلب يد فتاة أنه كان يجلس مع الأب والأم في الصالون، بينما الجد يتابع لميس الحديدي في الصالة، الجد سمعه ضعيف طبعا فاضطر لأن يرفع صوت لميس أكثر ما هو مرفوع، أقسم لي صديقي أنه من فرط التوتر الذي كانت تبثه لميس لم يقدر أن يقدم نفسه للأسرة بشكل صحيح، وكان مشوشا بحيث أنه نسي أن يعرض مؤهلاته وقدراته كما يعرفها وأن المقابلة كانت فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة، وأنه قضى ليلته يحلم بكابوس واحد عبارة عن الجد وقد تلبسته روح لميس فأصبح يتكلم بصوتها صارخا فيه: (وديتوا البلد في داهية، وديتوا البلد في داهية)..." (ص-ص 19-20).
بعد هدوء تلك الزنة المفاجأة يعود السارد ليحكي لنا حكايات مع ذاكرته الرديئة التي تأبى التذكر في الكثير من الأحيان، ويرجع ذلك إلى الخوف بحد ذاته: "بخلاف كميات الغاز التي استنشقناها جميعا والتي لا بد أنها أتلفت بعض فصوص المخ أو صلبت شرايينه أو سيحت تلافيفه، بخلاف نوبات الهلع التي نتعرض لها يوميا عبر الإعلام، فهناك دائما ما يبث فيك الخوف (هنفلس، ما فيش بنزين، مؤامرة، تفجيرات، مواجهات على الهواء، بأقولك أيام سودة) الخوف يطرد من الذاكرة ملفات كثيرة ليأخذ هو مكانها، طبيعي أن يحذف المخ أمورا أقل أهمية مقارنة بخوفك على أولادك ومستقبلك." (ص 32).
الوازع الديني يحضر بدوره في حكايات "شركة النشا والجلوكوز" الساخرة من خلال حادثة كسوة الكعبة المشرفة، حيث يجعلنا الكاتب نسافر معه عبر الزمن منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصولا إلى الصناعة والتمويل السعودي اليوم: "ثار وفد من الحجاج المصريين، واعتبروا أن الكسوة واجب ديني لن ينزلوا من السفينة بدونها، فصارحهم المسئول السعودي بوجود 20 ألف جندي سعودي خارج الميناء لديهم أوامر بإطلاق النار لمنع خروج الكسوة من الميناء." (ص 60).
يعيدنا طاهر إلى زمن الهجرة النبوية وما حدث مع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه، ليؤكد للجميع أن الله معنا دائما وأبدا: "أما معية الرسول وأبو بكر فقد كانت تحت قوله: (لا تحزن إن الله معنا)، ومعية الله متحققة طوال الوقت (فأينما تولوا فثم وجه الله)." (ص 74).
استطاع الكاتب أن يقبض على تلك التفاصيل الدقيقة في مجمل حكاياته الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية والتاريخية، وكأنه يوجه المتلقي ليبحث عن الأسباب التي قد توصله بشكل أو بآخر لفهم واقعه، والذي عبر عنه طاهر بأسلوب لا يخلو من نبرة المزاح والمداعبة التي تدخل البهجة في النفوس.
يواصل طاهر حديثه عن عالم كرة القدم ليجعل من المتلقي مشاهدا ومستمعا له في آن واحد، حيث يتحسر على بريق البراءة الذي فقدته هذه اللعبة الشعبية، حتى أن اهتمام الشباب أصبح يلاحق اللاعبين ليصنعوا منهم مثلا أعلى في هذه الحياة: "...أنت في هذه المرحلة تتابع اللاعبين كأنك تراقب زملائك في العمل، خليط من المتعة والامتعاض، متعة يشوبها فرق الحظوظ الذي جعل هذا ال (ما عندوش فكرة) محبوبا جماهيريا ويحظى بشهرة ضاعت منك كل السبل إليها." (ص 86).
أما في الجانب التاريخي، يحكي لنا الكاتب عن النكسة التي يراها الكثيرون أنها مجرد كبوة لجواد أصيل، وما لحقها من انكسارات كرحيل الزعيم جمال عبد الناصر المفاجئ وضعف الاقتصاد في تلك الحقبة الزمنية: "يجب أن نحكي من جديد أن الموضوع أكبر من 6 أكتوبر، وأن الجيش المصري ربما تعثر في الطريق لكنه لم ينهزم، كان وصف النكسة هو الأصدق، إذ إن الجنود الذين خرجوا من سيناء في 5 يونيو سيرا على الأقدام هم أنفسهم الذين كانوا يعودون إليها في اليوم مرة واثنتين على مدى سنوات ست." (ص 95).
يعيد طاهر إلى الأذهان سيرة سيدنا آدم عليه السلام، ونقطة التحول في أكله للتفاحة التي جعلته يهبط على الأرض بمنظور فلسفي، كما نقرأ ذلك على لسان السارد كما يلي: "هي مخالفة نعم، لكنها كانت واقعة آجلا أم عاجلا، لأن الله اتخذ قراره في مصير آدم قبل أن يخرج آدم إلى النور، كان القرار واضحا (إني جاعل في الأرض خليفة)، قالها الله، سبحانه وتعالى، للملائكة واضحة، لم يكن قراره باستخلاف سيدنا آدم في الجنة أبدا.. أكل من التفاحة أو قاوم شهوته، كان لا بد من أن يستقر على الأرض في نهاية الأمر." (ص 96).
وظف الكاتب تكنيك الاسترجاع لحكايات قد حدثت في الماضي، حيث ينقلنا من زمان ومكان بسهولة ويسر في لمح البصر بحثا عن الحكمة المرافقة للمغزى العام، كما هو الشأن مثلا في مقارنته لكيد الشيطان وكيد المرأة، مشيرا في ذلك إلى قول أحد السلف فيما يلي: "وحينما سئل أحد السلف عن كيد المرأة قال إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان لأن الله تعالى يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)، بينما يقول: (إن كيدكن عظيم)، ولما زوجت بوران بنت الحسن بن سهل إلى الخليفة المأمون حاضت من هيبة الخلافة، فلما خلا بها ومد يده إليها قالت له: يا أمير المؤمنين (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)، ففهم حالها وأعجب بها." (ص 104).
لقد استطاع المبدع عمر طاهر من خلال نصه المفتوح - شركة النشا والجلوكوز- تطوير أدواته ومهاراته الإبداعية في تحرير فكره من تلك الحكايات، التي جاءت لتعلن الحكمة مع الواقع من باب الاعتراف الذي لا يخلو من نبرة السخرية والطرافة في آن واحد.
المصدر
(1) عمر طاهر: شركة النشا والجلوكوز ، أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي،2015.
*كاتب وناقد جزائري
لقد صرح طاهر في احد حواراته السابقة أن عنوان هذا الكتاب جاء تخليدا للشركة الموجودة في واقعه الفعلي، حيث كان يسكن بجوارها وقد عانى الكثير منها، ومن هذا المنطلق نتساءل بدورنا ما هي المشكلة التي جعلت الكاتب يعاني من شركة النشا والجلوكوز وتصبح مادة دسمة للكتابة؟
لربما سيجد المتلقي الإجابة فور قراءة الصفحات الأولى لهذا الكتاب عن سؤالنا، حيث نجد أن السارد وهو الأنا-الآخر لعمر طاهر يعاني من مشكلة الزنة التي يصاحبها الأرق، مما جعل الطبيب يصف له منوما ليتعامل مع ذلك كتعامله مع ضيف جديد قد يلازمه دائما.
يبدأ الكاتب بسرد جملة من الحكايات لخلق جو من المتعة ونسيان حالة تلك الزنة، التي لا تخلو بدورها من التسلية والفضول والسخرية التي اعتادها القراء في أسلوب عمر طاهر، والتي يتجاوزها إلى أمور أخرى كادراك حقائق مغيبة عن عقول العامة من الناس.
يشير طاهر في حديثه عن التعليم بشكل عام إلى أن قراءة الكتب هي الاستفادة الوحيدة من التعلم، كما أن استكماله لا يعتبر ميزة مطلقة كما هو حال نموذج لكاتب نشأ عصاميا معتمدا على نفسه حتى سجله التاريخ من عمالقة الفكر العربي الحديث، كما يشير إلى ذلك السارد: "مثلا لو كان الأديب عباس العقاد أكمل تعليمه ولم يتوقف عند الابتدائية لكان أسلوبه الأدبي أسهل كثيرا مما قرأنا، ولكنه (حب يعلم) على حملة المؤهلات العليا فبالغ في أن يكون أسلوبه صعبا دون أن يخل ذلك بحلاوة المعنى، فحول ما كان يفترض أن يخشى منه إلى موضع للفخر والإعجاب..." (ص 18).
لا يخلو التلفزيون من حوارات الكآبة التي تبدد السلام النفسي في رأي الكاتب، حتى أنها تزرع بداخل المشاهد الشعور بالخطر أو المؤامرة التي لا تفارق وجدانه: "حكى لي صديق توجه لطلب يد فتاة أنه كان يجلس مع الأب والأم في الصالون، بينما الجد يتابع لميس الحديدي في الصالة، الجد سمعه ضعيف طبعا فاضطر لأن يرفع صوت لميس أكثر ما هو مرفوع، أقسم لي صديقي أنه من فرط التوتر الذي كانت تبثه لميس لم يقدر أن يقدم نفسه للأسرة بشكل صحيح، وكان مشوشا بحيث أنه نسي أن يعرض مؤهلاته وقدراته كما يعرفها وأن المقابلة كانت فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة، وأنه قضى ليلته يحلم بكابوس واحد عبارة عن الجد وقد تلبسته روح لميس فأصبح يتكلم بصوتها صارخا فيه: (وديتوا البلد في داهية، وديتوا البلد في داهية)..." (ص-ص 19-20).
بعد هدوء تلك الزنة المفاجأة يعود السارد ليحكي لنا حكايات مع ذاكرته الرديئة التي تأبى التذكر في الكثير من الأحيان، ويرجع ذلك إلى الخوف بحد ذاته: "بخلاف كميات الغاز التي استنشقناها جميعا والتي لا بد أنها أتلفت بعض فصوص المخ أو صلبت شرايينه أو سيحت تلافيفه، بخلاف نوبات الهلع التي نتعرض لها يوميا عبر الإعلام، فهناك دائما ما يبث فيك الخوف (هنفلس، ما فيش بنزين، مؤامرة، تفجيرات، مواجهات على الهواء، بأقولك أيام سودة) الخوف يطرد من الذاكرة ملفات كثيرة ليأخذ هو مكانها، طبيعي أن يحذف المخ أمورا أقل أهمية مقارنة بخوفك على أولادك ومستقبلك." (ص 32).
الوازع الديني يحضر بدوره في حكايات "شركة النشا والجلوكوز" الساخرة من خلال حادثة كسوة الكعبة المشرفة، حيث يجعلنا الكاتب نسافر معه عبر الزمن منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصولا إلى الصناعة والتمويل السعودي اليوم: "ثار وفد من الحجاج المصريين، واعتبروا أن الكسوة واجب ديني لن ينزلوا من السفينة بدونها، فصارحهم المسئول السعودي بوجود 20 ألف جندي سعودي خارج الميناء لديهم أوامر بإطلاق النار لمنع خروج الكسوة من الميناء." (ص 60).
يعيدنا طاهر إلى زمن الهجرة النبوية وما حدث مع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه، ليؤكد للجميع أن الله معنا دائما وأبدا: "أما معية الرسول وأبو بكر فقد كانت تحت قوله: (لا تحزن إن الله معنا)، ومعية الله متحققة طوال الوقت (فأينما تولوا فثم وجه الله)." (ص 74).
استطاع الكاتب أن يقبض على تلك التفاصيل الدقيقة في مجمل حكاياته الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية والتاريخية، وكأنه يوجه المتلقي ليبحث عن الأسباب التي قد توصله بشكل أو بآخر لفهم واقعه، والذي عبر عنه طاهر بأسلوب لا يخلو من نبرة المزاح والمداعبة التي تدخل البهجة في النفوس.
يواصل طاهر حديثه عن عالم كرة القدم ليجعل من المتلقي مشاهدا ومستمعا له في آن واحد، حيث يتحسر على بريق البراءة الذي فقدته هذه اللعبة الشعبية، حتى أن اهتمام الشباب أصبح يلاحق اللاعبين ليصنعوا منهم مثلا أعلى في هذه الحياة: "...أنت في هذه المرحلة تتابع اللاعبين كأنك تراقب زملائك في العمل، خليط من المتعة والامتعاض، متعة يشوبها فرق الحظوظ الذي جعل هذا ال (ما عندوش فكرة) محبوبا جماهيريا ويحظى بشهرة ضاعت منك كل السبل إليها." (ص 86).
أما في الجانب التاريخي، يحكي لنا الكاتب عن النكسة التي يراها الكثيرون أنها مجرد كبوة لجواد أصيل، وما لحقها من انكسارات كرحيل الزعيم جمال عبد الناصر المفاجئ وضعف الاقتصاد في تلك الحقبة الزمنية: "يجب أن نحكي من جديد أن الموضوع أكبر من 6 أكتوبر، وأن الجيش المصري ربما تعثر في الطريق لكنه لم ينهزم، كان وصف النكسة هو الأصدق، إذ إن الجنود الذين خرجوا من سيناء في 5 يونيو سيرا على الأقدام هم أنفسهم الذين كانوا يعودون إليها في اليوم مرة واثنتين على مدى سنوات ست." (ص 95).
يعيد طاهر إلى الأذهان سيرة سيدنا آدم عليه السلام، ونقطة التحول في أكله للتفاحة التي جعلته يهبط على الأرض بمنظور فلسفي، كما نقرأ ذلك على لسان السارد كما يلي: "هي مخالفة نعم، لكنها كانت واقعة آجلا أم عاجلا، لأن الله اتخذ قراره في مصير آدم قبل أن يخرج آدم إلى النور، كان القرار واضحا (إني جاعل في الأرض خليفة)، قالها الله، سبحانه وتعالى، للملائكة واضحة، لم يكن قراره باستخلاف سيدنا آدم في الجنة أبدا.. أكل من التفاحة أو قاوم شهوته، كان لا بد من أن يستقر على الأرض في نهاية الأمر." (ص 96).
وظف الكاتب تكنيك الاسترجاع لحكايات قد حدثت في الماضي، حيث ينقلنا من زمان ومكان بسهولة ويسر في لمح البصر بحثا عن الحكمة المرافقة للمغزى العام، كما هو الشأن مثلا في مقارنته لكيد الشيطان وكيد المرأة، مشيرا في ذلك إلى قول أحد السلف فيما يلي: "وحينما سئل أحد السلف عن كيد المرأة قال إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان لأن الله تعالى يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)، بينما يقول: (إن كيدكن عظيم)، ولما زوجت بوران بنت الحسن بن سهل إلى الخليفة المأمون حاضت من هيبة الخلافة، فلما خلا بها ومد يده إليها قالت له: يا أمير المؤمنين (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)، ففهم حالها وأعجب بها." (ص 104).
لقد استطاع المبدع عمر طاهر من خلال نصه المفتوح - شركة النشا والجلوكوز- تطوير أدواته ومهاراته الإبداعية في تحرير فكره من تلك الحكايات، التي جاءت لتعلن الحكمة مع الواقع من باب الاعتراف الذي لا يخلو من نبرة السخرية والطرافة في آن واحد.
المصدر
(1) عمر طاهر: شركة النشا والجلوكوز ، أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي،2015.
*كاتب وناقد جزائري
0 comments:
إرسال تعليق