يحاول بعض الإسلاميين ومنهم الشيخ احمد الطيب في كلمته في مؤتمر الحرية والمواطنة المقارنة بين الجهاد الإسلامي والحروب الصليبية المسيحية في العصور الوسطى. بالرغم انه يعلم بوجود اختلافات شاسعة بينهما.
فقد دعا السيد المسيح الجميع إلى الإيمان به طوعا، وليس عنوة. لم يطلب من تلاميذه أن يرغموا أحدا إلى المسيحية بالقوة. بل حضهم على محبة أعدائهم (متى 5: 44). في القرون الثلاثة الأولى للمسيحية بعد قيامته، نشر تلاميذه المسيحية بالتبشير بالإنجيل في ظل اضطهاد روماني وثني وحشي. لم يُكون السيد المسيح والمسيحيون الأوائل جيوشا لمهاجمة غير المسيحيين وإجبارهم على المسيحية. انتشرت المسيحية على أشلاء ودماء شهدائها المؤمنين المسالمين في قرونها الثلاثة الأولى. .
إتسمت الحروب الصليبية في القرون الوسطى بالعنف وأدت إلى فظائع تحت راية الصليب وباسم المسيحية. لم يتبع الصليبيون تعاليم ومثال السيد المسيح في القيام بحملاتهم العسكرية. لا شك أن السيد المسيح يشجب ويستنكر فظائعهم. بدلا من ذلك، حذوا حذو الجيوش الإسلامية في غزواتها. بدأ مفهوم الحرب المقدسة في أوروبا في القرون الوسطى نتيجة للتأثير الإسلامي. هو فكرة إسلامية نقلها المسيحيون. إنه ليس عقيدة مسيحية أصلية. لذلك إنتهت منذ قرون مضت.
على العكس من ذلك، الجهاديون المسلمون، الذين يلجأون إلى العنف والإرهاب باسم إلههم الإسلامي، يجدون الكثير من الدعم لأعمالهم في تعاليم القرآن وأقوال ومثال محمد نفسه، نبي الإسلام. إذ أن محمد قد شن الجهاد الإسلامي في القرن السابع الميلادي. إنتشر الإسلام عن طريق الغزوات العسكرية العنيفة منذ بدايته في الجزيرة العربية.
في الواقع، التاريخ الإسلامي هو قصة عنف وسفك دماء منذ زمن النبي محمد إلى يومنا هذا. إذا كان ينبغي على الغرب المسيحي أن يعتذر عن أي شيء في الحروب الصليبية، فإن العالم الإسلامي ينبغي أن يعتذر عن الأكثر بكثير من فظائع حروب الجهاد الإسلامي التي بدأت قرون عديدة قبل الحروب الصليبية ولم تنتهي بعد.
ولم يكن الهدف الرئيسي من الحروب الصليبية فرض المسيحية على أحد، ولم يكن الهدف كسب غنائم. كان الهدف منها حماية المقدسات المسيحية في الأراضي المقدسة من تدمير وانتهاك اللإسلاميين المتعصبين المتطرفين، وحماية الحجاج المسيحيين من العدوان الإسلامي. شمل الإضطهاد الإسلامي للمسيحيين نهب وسلب الأديرة وتدمير الكنائس وقتل وابتزاز الحجاج المسيحيين. لقد بدأت الحروب الصليبية للدفاع عن قضية عادلة. لكنها انحرفت عن هدفها العادل. قد كانت رد فعل متأخر محدود لقرون من العدوان الإسلامي المتكرر الذي بدأ أكثر من 450 سنة قبل شن الحملة الصليبية الأولى، وازدادت حدته وقسوته عن أي وقت سابق في القرن الحادي عشر. كان جهدا متأخرا فاشلا لتحرير الأراضي المسيحية من الاستعمار الإسلامي. قاتل المسيحيون للدفاع عن، وتحرير أراضيهم المقدسة من الإستعمار الإسلامي، بينما قاتل المسلمون لمواصلة احتلال وقهر الأراضي المسيحية. لقد بدأ محمد نبي الإسلام، الجهاد العالمي بتهديده في رسالة بعث بها الى القادة غير المسلمين للدول المجاورة قائلا لهم "...إسلم تسلم..."
تم النداء بالدعوة الأولى لحملة عسكرية مسيحية في عام 846م للدفاع ضد حملة عربية إسلامية التي نهبت كاتدرائية القديس بطرس في روما. أصدر مجمع كنسي في فرنسا نداءا لحشد العالم المسيحي ضد أعداء المسيح
بعد ذلك بقرنين من الزمان بعد الإستيلاء على أراضي مسيحية أكبر من فرنسا، هدد السلاجقة الأتراك المتعصبون الإسلاميون القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. لذلك، طلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول (1081-1118) من الغرب مساعدة عسكرية. بدأ ذلك حركة الحملة الصليبية الأولى.
بعد حصار دام خمسة أسابيع، دخل الصليبيون القدس في 15 يوليو 1099. قتلوا العديد من سكانها. كانت فظائع الصليبيين في القدس مماثلا في ذلك حذو الفظائع المماثلة للجيوش الإسلامية عند غزوها للمدن. هذا ليس تبريرا لسلوك الصليبيين، لأن الخطأ لا يبرر خطآ آخر مثله وليس عملا بتعاليم السيد المسيح " علي قدر طاقتكم سالموا جميع الناس ".
تكثر الأمثلة على الفظائع الإسلامية في نفس الفترة التاريخية بعينها. في عام 1077، بعد احتلال مدينة القدس، قتل الأتراك السلاجقة الإسلاميون 3000 من المسيحيين واليهود. في عام 1148، أمر القائد الإسلامي نور الدين بقتل كل مسيحي في مدينة حلب. بعد هزيمة الصليبيين في معركة حطين في 4 يولية 1187، أمر صلاح الدين الأيوبي، القائد الإسلامي، بقطع رؤوس جميع الأسرى المسيحيين. في عام 1268، بعد احتلال مدينة أنطاكية، أمر السلطان المملوكي الإسلامي بيبرس بقتل 16000 المسيحيين، بما في ذلك الرهبان والكهنة، وبيع نساءهم وأطفالهم كعبيد. في 29 مايو 1453، دخلت القوات العثمانية الإسلامية مدينة القسطنطينية (اسطنبول). قتل الجنود المسلمون كل من التقى بهم في الشوارع من الرجال والنساء والأطفال دون تمييز. سالت دماء الضحايا في أنهار في الشوارع المنحدرة للمدينة
ولا ننسي مافعله العثمانيين الاتراك في الوقت القريب عام 1915 م عندما استعدوا عافيتهم قاموا بابشع مذبحة في التاريخ وفتكوا بأكثر من مليون ارمني عدا العدد الضخم الذين طردوهم من بلادهم حفاة وماتوا الاطفار والكبار اثناء رحلتهم المشئومة الي بلاد الشتات
بوجه عام، سمح الصليبيون للمسلمين المحليين في أراضيهم العيش في سلام وممارسة شعائرهم الدينية بحرية. في الواقع، فضل المسلمون أن يعيشوا في ظل حكم الصليبيين الذين تعاملوا معهم بالعدل، من العيش تحت نير الحكام الإسلاميين الذين تعاملوا معهم بظلم. كان المستوى العام للضرائب في المناطق التي حكمها الصليبيون أقل من المناطق المجاورة التي حكمها أمراء مسلمون.
لم تكن الحروب الصليبية هي التي أنهت مجد العرب في التاريخ، بل كان الأتراك الاسلاميون هم الذين حولوا العرب الى مواطنين من الدرجة الثانية في العالم الإسلامي. إزدادت التأثيرات السياسية والتجارية على الحملات الصليبية بمرور السنين. عانى المسيحيون في كل من الشرق الأوسط وأوروبا من الجيوش الصليبية اللاحقة. في الواقع، لم تقاتل الحملة الصليبية الرابعة (1202-1204 م) المسلمين. بل قاتلت الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، ونهبت عاصمتها القسطنطينية (اسطنبول حاليا)
والجبرتي شاهد عيان لماعانته الجماهير المصرية علي يد العثمانيين , والانتكاسة التي منيت بها هذه الجماهير . فالعثمانيون اعتبروا مصر دار حرب وكانت فتاوي القاضي التركي ان ارض مصر كلها للسلطان .
ويصف الجبرتي اولئك الجند العثمانيين الذين عاثوافي الارض فسادا فيقول : انهم اشر من مشي علي الارض (راجع تاريخ مصر للمؤرخ عبد العزيز جمال الدين م2ج4 ص1203)
هل قرأ فضيلة شيخ الازهر ماحدث للمصريين من الاحتلال العثماني المسلم ولماذا اغفل هذا الاحتلال الارهابي في كلمته بمؤتمر الحرية واسقط علي المسيحية الارهاب امام حضور اعمدة الطوائف المسيحية ويمعن القول ان المسيحية ولدت الحروب الصليبية , يقول الكتاب : بكلامك تتبرر وبكلامك تدان ومن فضلة القلب يتكلم اللسان .
امشير /مارس
0 comments:
إرسال تعليق