قد لا أكون واهمًا إذا قلت إنَّ الإنسان الشرقي (ليس الجميع لأنني ضد التعميم) لا يجيد استثمار أوقات الفراغ ولا يترك مجالاً للحياة في حياته، لذا تتحول بطالته الحياتية إلى بطالة فكرية، والتي هي أشد فتكًا بالإنسان!. ومن المؤسف حقًا أنْ تغدو مهنة البعض، هي مهنة مُسايرة الوقت وقتله بأيّ شكلٍ من الأشكال وكأن الحياة صخرة كبيرة تجثم على صدورهم!
ولا ضير من أنْ أطرح هُنا سؤالاً وجيهًا على الجميع:
كيف لشعب أن ينمو ويتقدم ويبدع ويبصم بصمته الإيجابية في بلاد الغربة وهو يقضي جلّ أوقات فراغه في الجلوس بالمقاهي والثرثرة على فلانٍ وفلانة، وفي أمور لم ولن تقدمهم خطوة واحدة إلى الامام كالقمار والأدمان على الكحول والمخدرات..؟!
فعوضًا عن قتل الوقت والجلوس في المقاهي والسهر اليومي في النوادي الليلية واجهاد الفكر والقلب واللسان بالحديث عن أمور الناس التي لا تعنيهم لا من بعيد ولا من قريب، أملي مِن الجميع أن يخصصوا أوقاتهم للجلوس مع الزوجة والاولاد أو مطالعة كتاب مفيد أو الإستماع إلى الموسيقى، وتخصيص الوقت للذهاب إلى الكنيسة ودور العبادة للصلاة وحضور المحاضرات وتثقيف الذات وتنويرها. والحال،الكثيرون يتشكون من الفراغ السلبي الذي ينتاب حياتهم، والسبب يكمن في عدم رغبتهم بالإمتلاء الإيجابي من معاني الحياة، لأنهم من هواة قتل الوقت ومُسايرة الحياة ، وهذه جريمة كبرى لا تُغتفر!.
هُناكَ أشخاص عاشوا من المهد إلى اللحد وهم فارغون، قضوا الحياة في فراغ سلبي وسلبي، دون أن يحققوا عملاً شخصيًا أو جماعيًا يُذكر...لأنهم فشلوا في إكتشاف الحياة وكنوزها ومعانيها وتحقيق ذاتهم. أملي ألا تكونوا على شاكلتهم، لأن قيمة الإنسان مقرونة بنوعية عطائه وعمله، لذا أقولها بالفم الملآن على العلن صريحة واضحة لا لبس فيها: من لا يبدع وينجز عملاً مُفيدًا لذاته وللآخرين لا يستحق الخلود، لأن الخلود أمتداد أعمال حياتية ومنجزات ثرية، فردية كانت أم جماعية.
أ.ي.ج
0 comments:
إرسال تعليق