كنا قد أدنا وشجبنا العدوان الأمريكي الذي استهدف "قاعدة الشعيرات" للطيران في سورية الذي شكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية مستقلة وذات سيادة وانتهاكاً للقانون الدولي، والذي ذهب ضحيته عدد من المدنيين والعسكريين السوريين بين شهيد وجريح وتسبب بتدمير القاعدة وعدد من الطائرات التي كانت جاثمة فوق مدرجات مطارها منذ اللحظات الأولى لحدوثه، والذي ما جاء إلا ليؤدي خدمة مجانية وكبيرة للصهاينة في تل أبيب ومشروعهم الاستيطاني - التوسعي في الوطن العربي وخدمة مثلها "للمحافظين الجدد المتصهينين" في النظام الرسمي العربي الذين لم يعد هناك ما يعنيهم غير خدمة هذا المشروع الجهنمي وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب.
وسبق لنا أن أدنا وشجبنا العدوان الكيماوي الذي تعرضت له بلدة "خان شيخون" وذهب ضحيته عشرات المدنيين السوريين بين شهيد وجريح جلهم من الأطفال الأبرياء ومن وقف وراء ذلك العدوان الإجرامي. وكنا ولم نزل ننتظر أن يتم الكشف عن الجهة الإرهابية التي وقفت وراء ذلك العدوان البربري ومعاقبتها بشكل صارم وحازم، كائنة من تكن.
والآن، وغداً، وفي كل وقت نجدد الإدانة والشجب للعدوانين الإجراميين، بانتظار أن يتوصل التحقيق إلى كشف الجهة الإرهابية التي وقفت وراء عدوان "خان شيخون" ومعاقبتها بحجم عدوانها، وبانتظار أن يصار إلى الرد المطلوب والمفترض على العدوان الأمريكي لردع الولايات المتحدة وكف يدها عن العربدة هنا وهناك في العالم وإجبارها على التوقف عن ممارسة البلطجة بحق الدول والمنظمات والشعوب والأفراد الذين لا يشاطرونها سياساتها ولا يدينون لها بالولاء.
ولن ننسى أن ندين ونشجب إقدام بعض العرب في العديد من البلدان العربية على الاحتفاء بالعدوان الأمريكي على سورية وأرضها وشعبها، بغض النظر عن مواقفهم من شخص رئيسها والنظام الحاكم فيها، والتهليل والتكبير لهذا العدوان ولأحمق البيت الأبيض الجديد دونالد ترامب وقيامهم برفع صوره فوق بيوتاتهم ومكاتبهم وفي الساحات العامة ومطالبته بكل وقاحة وصفاقة بتكرار عدوانه بل والمضي فيه، مع العلم أن حدوث مثل هذا لن يسهم في حل الأزمة السورية التي دخلت قبل بضعة أيام عامها السابع، و إنما سيزيدها تفاقماً وسيطيل أمدها ويضاعف من أعبائها على سورية وشعبها وكل الوطن العربي والشعب العربي من المحيط للخليج.
ألا شُلَّت الأيدي التي اعتدت على "قاعدة الشعيرات" وتلك التي اعتدت قبلها على "خان شيخون"، فالعدوان الأمريكي والعدوان الكيماوي وجهان لعملة واحدة مرفوضةً ومُدانة !!
0 comments:
إرسال تعليق