توشك أيام العتق من النار أن تهل علينا ,ويوشك شهر الخير على الرحيل ,يأتى على مهل ويرحل فى عَجِل , ويترك فى القلوب شوق إلى رؤياه مرة أخرى ومرات عديدة , ويهل علينا مع شهر الخير أشياء كثيرة غير البركة والروحانيات , ويعتقد البعض أن رمضان لن يكتمل إلا بها , وبرؤية رامز جلال وهو ينال حظه من السباب والضرب والركل من ضيوفه ونحظى معه بكمية لا بأس بها من التيت ... وهى تغطية للألفاظ السيئة حتى لا تدخل البيوت ولا أعرف ما هو الهدف من وراء هذا البرنامج الذى يتكلف ميزانية رهيبة لكى يخرج علينا فى رمضان , كما تخرج علينا مسلسلات لا حصر لها وكأنه مطلوب من الصائم أن يسلى صيامه ويقضى أوقاته فى سباق محموم للحاق بأكبر عدد من المسلسلات , والتى أُضيف إليها علامات قبل عرضها مثل +16 و+18 وبرغم أنه أسلوب جاء متأخر جداا عن الآخرين إلا أنه أيضا لا علاقة بين ما يقدم وبين أعمار تلك العلامات , وكأن من وضعها لا يفهم معناها , كما وجدنا السباق بين شركات المحمول فى الإعلان عن نفسها بعمل فنى وهو ما ينتظره المشاهدون لكي يحكموا على العمل الفنى وليس على الخدمة المقدمة , والتى لو أُدخر جزء من تكلفة العمل الفنى لتحسين الخدمة المقدمة لكان أفضل , وسمعنا عن أسماء لشباب مثل توتّا وفوفا وكوكا من خلال الإستفسار عن الشخص الذى يقف فى الردهة وكلها أسماء تحمل من المياعة وتبعد أكثر عن الرجولة , ولا يقف الأمر على ذلك فى الإعلانات وإنما تكرارا لما يحدث كل عام من أسلوب إدخال الهم والغم على الناس لحثهم على التبرع بالزكاة والصدقات , لبناء المستشفيات أو توصيل مياه وعمل أسقف للبيوت وكأنه مسئولية هذا الشعب الذى يحتاج هو إلى من يشعر به ويقف بجانبه , وننتقل من الإعلانات إلى المسلسلات لكى نرى الصديقة وهى تستولى على زوج صديقتها وتبرع فى الكيد لها وهذا شئ قد يكون عادى أما ماهو غير عادى أن تقف أسرة الزوجة مع الصديقة ضد إبنتهم , كما شاهدنا أغلب الأزواج يخونوا زوجاتهم وأغلب الزوجات نكديات حتى فى الإعلانات , والعلاقات غالبيتها علاقات محرّمة ,والناس تخاف من شرطة السياحة ولا تخاف الله , أما شُرب الخمر والسكر والعربدة والدعارة فهى لقطات عادية دخلت البيوت ومرّت مرور الكرام وكأنها جزء من حياتنا وشئ عادى وإن حدث وفقدت الفتاه عذريتها فهو شئ بسيط ويمكن تصحيح الخطأ بالذهاب إلى الصيدلية وهو دعوة للفجور وضياع الأدب والأخلاق, أما الطابع المميز لكل العلاقات فيتسم بسيطرة الغل والحقد والحسد والمكائد عليه , ويلوثه الفساد من القاع إلى القمة إلا إن فساد القمة أقوى ويده طايلة وباطشه , والزوجة قبل الزواج حمادة وبعد الزواج حمادة تانى وقبل الحجاب شئ وبعده شئ تانى , المرأة تنسى نفسها وأناقتها وكأن الحجاب هو نواع من أنواع الإهمال ونسيت أن الله جميل يحب الجمال حتى وهى محجبه , أما أغرب شئ هو تقمص الرجل لشخصية المرأة سواء فى الإعلانات أو المسلسلات وكأن هناك نقص فى عدد النساء للقيام بذلك وهى دعوة للتخنث وتَقَبُل ذلك فى حياتنا, وإذا كان كل ما رأيناه وشاهدناه هو محاكاة للواقع بكل عيوبه ومساوئه, وتجسيد للحياة المصرية والشعب المصرى وأدعو الله أن لايكون كذلك وإلا ...فلنقول على الدنيا السلام , و .....رمضان كريم .
إقرأ أيضاً
-
بحكم أن الجزائر خضعت للحكم العثماني لمدة تفوق 300 سنة ( 1518 - 1830 ) هذه المدة الطويلة كانت كفيلة لانتقال الموروث العثماني إلى المجتمع ...
-
NA VEIA DO AMOR * POEMA DO POETISA BRASILEIRO : MARIA APARECIDA MARQUES SOUZA / BRASIL - * TRADUÇÃO FEITA PELO POETA TUNISIANO : MOHY C...
-
مشاركة : مفيد نبزو ـ مهداة إلى أمي ، وزوجتي ، وكل أمهات العالم . من القصائد المعتبرة عالميا ًمن أفضل ما كتب عن الأم ، فقد كتبها الشا...
-
أولا : الهدف الأساسي : إبراهيم " عليه السلام" هو أبو الأنبياء " عليهم السلام" وهو الجذر الشائع بين الشرائع السماوية (الأ...
-
التكوين القاعدي للباحث خليفة حماش الباحث خليفة حماش من مواليد قرية بوعزيز بمدينة برج زمورة ولاية برج بوعريريج ، هذه المدينة التي أنجبت ...
-
ثديا المرأة أجمل ما فيها، وهما العضوان البارزان اللذان لا تستطيع المرأة - مهما حاولت - إخفاءهما، وهما من أكثر أعضائها شهوة وإثارة للرجل،...
-
قال تعالى في مُحكم التنزيل : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَ...
-
(ملاحظة : لقد كتبت هذه المقالة التحليليَّة لكتاب (أيام فلسطينيَّة ) قبل وفاة الصديق الكاتب والمؤرح خالد الذكر الدكتور تميم منصور بعدة سنوات ...
-
جئتكم على عجل بلا وجل أقدم لكم عرفاني على كفن يلف جسدي الممزق اشلاءأ على حلم كان يراودني سقط بين الركام أقدم لكم عرفاني على جديلة أمي المنتش...
-
على مائدة النقد، أقام منتدى السرديات باتحاد كُتّاب مصر – فرع الشرقية ومحافظات القناة وسيناء ندوة لمناقشة المجموعة القصصية " شدو الكازور...
0 comments:
إرسال تعليق