اود الاحاطة قبل قراءة المقال انني من المؤيدين بتدويل القدس لان المسيحيين لديهم اثار مقدسة اكثر من المتنازعين علي احقيتهم للقدس عاصمة لهما .
الواقع ان كل رئيس في العالم كان يذهب لزيارة إسرائيل كان يقابل رئيس وزراء إسرائيل في اورشليم ويتم استقباله رسميا في اورشليم. ولم نسمع ولا رئيس دولة ذهب لإسرائيل وأصر على مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي في تل ابيب. ولكن هؤلاء كانوا يخافون إعلانها عاصمة رغم انها معروفة انها عاصمة إسرائيل
من 3000 سنة ولا يوجد عالم اثار يستطيع ان ينكر تاريخها اليهودي من وقت داود النبي وابنه سليمان الحكيم ..
بل حتى رؤساء أمريكا نفس الموقف انهم يقروا ان اورشليم عاصمة إسرائيل في وقت الترشح ولكن لا يتخذوا قرار رسمي بهذا بعد انتخابهم فيما عدا اثنين وهما :
هاري ترومان رئيس أمريكا هو الذي أعلن دولة إسرائيل منذ 70 سنة مضت 1948 م
والان ترامب الذي أعلن ان اورشليم عاصمة إسرائيل 2017 م
اعلان العاصمة هو امر معد من زمن طويل في أمريكا وتم التصويت عليه من أكثر من 20 سنة ومتوقف على امضاء الرئيس ولكن مع ملاحظة ان جورج دابليو بوش وعد بهذا ولم ينفذ وأوباما وعد بهذا ولم ينفذ ولكن ترامب وعد بهذا ونفذ وعده.
ملاحظة هذه السنة هي سنة اليوبيل من وعد بلفورد 1917 الى 1967 الى 2017
اما عن موقف الأمم المتحدة فنعرف ونرى ان الأمم المتحدة هي ضد إسرائيل , وتحدث كوارث في العالم ولا تتحرك. يقتل المسيحيين بمأت الألوف كل سنة ولا تتحرك ولا حتي تذكر هذا. كوريا الشمالية تقوم باختبارات نووية تسبب زلازل وتطلق صواريخ ضد اليابان ولا تجتمع الأمم المتحدة الا مرة واعطت انزار لا يضر ولا ينفع. وروسيا وإيران يتدخلوا في سورية ويرسلوا أسلحة ممنوعة وينشؤا ترسانات ولا تجتمع الأمم المتحدة. والصين تغزو جزر ليست من حقها وتقيم جزر صناعية حربية ولا تجتمع الأمم المتحدة
لكن اورشليم عاصمة إسرائيل وبخاصة الجزء الغربي من اورشليم وهذا شيء معروف ومعترف به وتم التصويت عليه من زمان في لكن فجأة الأمم المتحدة تستيقظ وتهرول للاجتماع للإدانة وتتعالى الاصوات..
في هذه السنة أصدرت 6 ادانات لإسرائيل لوحدها مساوي لكل الادانات لباقي الدول واحدة لسورية وكوريا الشمالية وإيران وكريميا ومينامار وامريكا
أي الأمم المتحدة أصدرت 12 ادانة منهم 6 ضد إسرائيل لوحدها رغم ما يحدث في العالم اكله
يقول الكتاب المقدس: اورشليم كأس ترنح (سفر زكريا 2:12)
«هأَنَذَا أَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ كَأْسَ تَرَنُّحٍ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ حَوْلَهَا، وَأَيْضًا عَلَى يَهُوذَا تَكُونُ فِي حِصَارِ أُورُشَلِيمَ.
وللاحاطة السعودية تعلم بهذا القرار من أمريكا قبل حدوثه ووافقت عليه ولن تفعل أي شيء لمنع نقل السفارة بل لن تشارك في أي مظاهرات ولا الإدانة. بل وشيوخ السعودية ممنوعين من التعليق ضد القرار او التكلم عن أي شيء ضد إسرائيل..
وأيضا التوقيت مهم لأنه بالنسبة للشرق عندهم مشاكل تكفي فالسعودية عندها مشكلة أكبر بكثير وهي إيران، والفلسطينيين في هذا الموقف لن يساعدوا السعودية بل هم يرقصون ما بين السعودية السلفيين والاخوان وإيران الشيعية من خلال حزب الله. ومصر ولبنان يجاهدوا ان لا ينهاروا اقتصاديا وعندهم من المشاكل ما يكفي وبالطبع سورية والعراق واليمن وليبيا منهارين بالفعل فهم حطام دول وليسوا دول.
واللافت للانظارعندما جاء الإعلان الفعلي- اورشليم او القدس عاصمة لدولة اسرائيل - لم تقوم انتفاضة جديدة في فلسطين,و لم يحدث اي رد فعل خاصة من أولئك الذين يستغلون الحساسيات المتعلقة بالقدس - هؤلاء الإسلاميين السياسيين مثل حماس و حزب الله - الذين يصنفون انفسهم محور المقاومة .
أما الانتهازيون الآخرون فهم البلدان ذات الوجهين في المنطقة مثل قطر و تركيا ، في حين أنها معادية علنا تجاه إسرائيل لكنها وراء أبواب مغلقة تؤيد ذلك.
ومنذ سنة 1947 صوتت الأمم المتحدة على حل الدولتين , وإسرائيل قبلت والعرب رفضوا وبعدها بدأت ما تسمى القضية الفلسطينية. أي ان فلسطين كان عندها فرصة ان تكون دولة من 1947 م. وأيضا تكرر الامر في 1967 وأيضا الذين رفضوا هم العرب والفلسطينيين وليس إسرائيل. والسبب ان العرب ليس هدفهم السلام والتعايش فالمسلمين العرب فقط يريدوا قتل اليهود وابادتهم حسب الفكر الإسلامي وليس تقسيم أراضي وتعايش. فعباس ومن قبله ياسر عرفات يذهبون للاجتماعات العالمية ويطالبوا بالسلام ويعودوا لفلسطين ويقولوا لا سلام مع اليهود وسنبيدهم ونلقيهم في البحر. بل ان ياسر عرفات في معاهدة كامب ديفيد عندما اعترض العرب بشدة رغم المكاسب الفلسطينية اجابهم ياسر بكلمة وهي "حديبية" التي فيها الرسول مضى اتفاقية سلام لمدة 10 سنين مع قريش وهو يضمر الخيانة وبالفعل هم
قرروا الراحة اما هو استمر سنتين يعد جيشه ليكسر المعاهد ويخون الاتفاق ويهجم عليهم. وبالفعل قامت الانتفاضة في اقل من 8 سنين اعتمادا على ما ربحوه من اتفاقية السلام في كامب ديفيد ولكن إسرائيل لم تكن قريش.
يقول الدكتور هادي الأمين الباحث اللبناني في العلوم السياسية والدراسات الحكومية، "إن محور كلمات المقاومة موجه ضد إسرائيل، ولكن صواريخها موجهة إلى العرب".
إن الجنود والصواريخ والانتحاريين من حزب الله هم على حدود إسرائيل، لكنهم لم يهبوا لنصرة القدس بعد إعلان ترامب، وبدلا من ذلك لبوا نداء ولاية الفقيه الإيرانية و فتاويه الجهادية للقتال في سوريا لتهجير وإبادة شعبها و لحماية الضريح" ".
كما يبدو أن عددا كبيرا من العقلاء يشعرون بالدهشة إزاء موقف الفلسطينيين الذين يدعمون قطر وتركيا، الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. ونتيجة لذلك يعتقد العديد أن الفلسطينيين ليسوا جادين في الدفاع عن قضيتهم.
ويبدو أن السلطة الفلسطينية تتداول في القضية الفلسطينية التي تدر لها بالملايين ولكن أيا من هذه الحقائق لا تناقش في وسائل الإعلام الرئيسية.
معظم قادة حماس الذين يصورون أنفسهم كمجاهدين ضد إسرائيل هم من أصحاب الملايين ، مسؤول كبير في حماس على سبيل المثال خالد مشعل الذي تبلغ قيمة ثروته 2.6 مليار دولار وفقا للتقديرات العالمية، في حين أن المعلقين العرب وضعوا قيمته بين 2 و 5 مليارات دولار قائلا إنه "استثمر في البنوك المصرية ودول الخليج ومشاريع عقارية".
هناك في القائمة ايضا الرجل الثاني في حماس إسماعيل هنية الذي ظل حتى التوقيع الأخير على اتفاق وحدة بين حماس وفتح رئيسا لوزراء في غزة حيث "تقدر ثروته بملايين الدولارات ومعظم أصوله في القطاع مسجلة باسم عشرات من أطفاله وغيرهم من مسؤولي حماس الأقل شهرة ، كما ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لا تبدو أقل فسادا من القادة في غزة فقد سرق عباس وغيره من قادة منظمة التحرير الفلسطينية ملايين الدولارات من التمويل الدولي المخصص للشعب الفلسطيني، وهذا الفساد هو خطأ المانحين الدوليين الذين لا يضعون رقابة على التمويلات. .
ولماذا تغيب كل هذه البيانات عن وسائل الإعلام الرئيسية التي تظهر فقط صور الأعلام المحترقة وغيرها من اعمال الغضب فقط على شاشاتها من وجهة نظر السلطة الفلسطينية ومؤيديها ؟
اما ترامب يعرف انه سوف يتقدم بحل يتيح دولتين, لكن إسرائيل لن تقبل أي نقاش الا بالاعتراف باورشليم عاصمتها لان هذا تاريخ إسرائيل الذي لن تتنازل عنه. فيجب عليه ان يفعل هذا ليتقدم بحل الدولتين ويطالب إسرائيل ببعض التنازلات في المقابل. ويتبقى ان تقبل فلسطين التي احتمال ترفض كالعادة. وتضيع فرصة أخرى لان تصبح دولة مستقلة..
وماذا ننتظر من فلسطين " حماس وعباس الغير متفقين" وايضا ماذا عن قبول اسرائيل للتنازلات التي تطلبها فلسطين وفي الحقيقية اري انها فرصة لفلسطين هذه المرة ان يطلبوا تنازلات واقعية من اسرائيل مقابل ان تكون اورشليم عاصمة اسرائيل لان هذا الامر انتهي بالفيتو الامريكي ولا مجال للرجوع ..واذا حدث اتفاق بين اسرائيل وفلسطين وهذا مستحيل ستضع كثير من الحروب بالمنطقة اوزارها .
وسؤال اخير محير لماذا مصر قدمت مشروع ضد القدس عاصمة اسرائيل منفردة ولم تقم به او تشترك معها اي دولة عربية او اسلامية خاصة ان الدول التي وافقت علي المشروع المصري تتعامل مع اسرائيل بمعني ان الافعال تخالف التصويت ؟
0 comments:
إرسال تعليق