بعد غيابٍ شبه طويلٍ
زرتُ شاطئّا ليلاً
صحبةٓ المُقربينٓ مِنّي...
حلّقت فوقنا غيوم عصرت نفسها
لكنّها مٓا نزّت سوى حفنة قطراتٍ في ليلٍ اكفهر...
في الحالِ أخذت الرّياح الّتي مشّطت شعر الحشائش تلفحُ وجنتيّ....
اتحسسُ لحن الأوراق المُثقّلّة بالثمر...
ففتحتُ الذراعيّن بل الذّات بإكملها
واستنشقتُ مِنَ الهواءِ نقيهِ في لحظة صلاة....
ولئن بيني وبين البحار لغةٌ تأمّليّة لا يفهمها سوانا
وقفتُ هناكَ وقد طالت بي الوقفة
مُحدّقًا حولي وإذا باحصنة تترنح بسناكبها
على الرّمال النّديّة
ولعلّيّ اظلمها بالحكم إذا قلتُ
أحصنة شاردة في متاهات أحلامها
وكأنّٓها تتنزه رفقة ركابها رغم أنفها!.
كانٓ الموجُ عازفًا مذهلاً
فجادَ علينا بموسيقاه الرائعة ..
كانتِ الشّمسُ قد غابتِ للتو
والسّاحلٌ رحبٌ،
قلبه وسع الكون الفسيح.
أما الغروبُ فيه.. وما أدراكم كيفَ كان!.
إذ يطول الحدّيث عنه ويطول...
كلوحةٍ فنيّةٍ إلهيّة...
على متن القاربِ تلاشت صورة الشّمس
وانعكست ظلالها على المياه.
ممّا حفزني على تدّبيج توطئة لديواني الأدبي الجديد...
سرنا فيما بعد على رصيفٍ شاطئٍ
فدسّستُ يديّ في جيبي
أركلِّ بقدمي كُل شيء أراه أمامي...
حقيقةً، لم يكن أمر اكتشافه هيّنّا
رغم أنَّ الطّرقات كانت ممهدة...
ولا أعلم كم طال وقت بقائنا هُناكَ...
بعد حينٍ ودعتُ من كانوا معي على مضضٍ
وهم متشابكوا الأيادي على غنوة( هونج)
غادرتهم بنصفٍ ابتسامة ونصف تنهيدة
وببحّةِ صوتٍ ملؤها
عبرة الزّكام ورائحة الهيل ودلّة القهوة!.
0 comments:
إرسال تعليق