الشّاعرُ جلال إيليا الأب الضال عن الشِّعر/ الأب يوسف جزراوي

 


لا يزعجني فيه سوى قلّة منشوراته،  رغم  لم يعد لكتاباتهِ أو آرائه  رقيب أو حسيبٌ منذ عقودٍ مضت.

قرأتُ لهُ وشجعتهُ على النشر ورقيّا والكترونيّا، تشجيع التلميذ لمعلمه الشيخ الحكيم.

إنّهُ شاعرُ المرأةِ، الوجود، التصوف، الوجدان…رغم أنّهُ لا يحبذ تكنيته بالشِّاعر! فإن كان ما يكتبه ليس شعرًا، إذًا كيف سيكون الشّعر؟!.

في ديوانهِ الجديد الذي رفض أن يعطيه عنوانًا شارحًا لمضمونهِ،  وجدتهُ خرج مِن قافلة الشِّعراء  ليطرح مقطوعاته الشِّعريّة كما هي دون تكلّف وبلا إيّ تلوثٍ لغوي.

في منفى قلبه بطارية تنبض بالحياة، وقصائد اختمرت جيدًّا، آن لها ان ترى النور، مشحونة بلاغيًّا بالمعنى الإنساني.

جلال، نحاتُ الكلمة، شاعر الخسارات والمكاسب، الجندي المجهول لكلمة الإبداع شعريّا، ليس عميلاّ سوى لكلمته ومبادئه، حقنا عليه ان نقرأه نحن قراء لغة الضاد ديوانًا، يرمم بالشّعر ما لثم من جمال الوجود بالكلمة الجميلة، فصنع ثمثالاً لا من بقايا الحجارة التي رمته به أزمات الوطن والاغتراب الطويل وصعاب الحياة، بل من فطرة موهبته الادبية، فهو المهووس بالكلمة، مِن حسن حظنا نحن ملّة الأدباء ان نعاصره ونقراً لهُ.

ذلكَ الذي حمل نقاء سريرته وخلجات روحه بين دفتي ديوان للقرّاء،  بينما رفيقة دربه أم ولديه، لطالما اشتكت منه بالقولِ :

طوبى ليومٍ لا تكتب فيه، فهو كثير المواعيد مع نفسه ليكتب لها وعنها، ذاك الذي اجبره العمر على إيقاف التدخين مكرهًا، أمسى يدخن نفسه شعرًا…

لقد وقعَ على مسامعي من فاه والدي رحمه الله، إنّهُ محاميٌ بليغ الكلمة، ولكن لم تقل لي أمّي يومًا أنّه يعجن الكلمة ويخبزها في فرن الأعماق، كي يقيم بواسطتها المآدب الأدبية لسواه.

في الختام عليّ أنا الكاهن المشتغل في الحقل الأدبي أن اعترف لكَ أمام الملا:

يا إيّها الخال، أنا لا أقرأ لكلّ مَن هبّ ودبّ، لكنّكَ الشِّعر الّذي قرأته ولم أندم. 

ربّما أنا نادم، لأنّني لم أشكركَ حتّى يبلغ الشُّكر منتهاه حين طالعتكَ شعرًا.

أنتَ الذي توقّع أسمكَ في وجدان الآخرين، دعني هذه المرّة أهزّ غصن شجرتكَ الأدبية لكي يتناول القرّاء من قطوفها الأدبيّة،

أسأل الله، ذلكَ الشِّاعر الأكبر أن ينسجَ لكَ ثوب صحةٍ لا يبلى ولا يفنى…. إلى المزيد مِن النتاج الأدبي.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق