كتبَ لها ذاتِ سنةٍ:
أبحثُ فيكِ عني
ربّما لأنّ قلبكِ كقلب الأمّ
بتساعِ وطنٍ
عيناكِ في غربتي ملجأ فاتنًا!
كملاحٍ يركض إليها ملتحفّا بها...
في داخله لها
ثمّة ما هو أبعدُ مِنَ البوحِ...
أعمق من كتب وأحاديث الاعترافاتٍ
واوسع من اسفار ترحالهما!،
شموسها لطالما عصرته ونشفته على ضفافها...
هي المجروحة به لا منه
وهو المطعون بها لا بسواها....
ذات خصام أوقدت نار غيرتها
في حطب الفراق بالقولِ لهُ:
دعني أمضي وشأني..
أنا أمضي إليكَ
وأنتَ تعال إليَّ..
وهكذا كان...فكانت هاربة منه إليه
تحفر ظلها خريطة لهُ اينما رمت به السبُل..
تسترقُ خفية، غلسةّ النظرة تلو النظرة إليه
بينما هو يجدل من ظفائر الليل ثوب لقائهما
يسنّ من جذع النخلة أقلامّا
بلوح لمقلتيها بكتاباته جهارًا وسرًّا...
كأنه كمن يلتقط صورة تذكارية...
صباح هذا الأحد تناولا البرشانة من يدي
فقالا لي بملء الكلمة بعد حينٍ:
طبع الحبّ غلاب...
كاهنٌ أوقد شموع صلاته لنا لهيبّا
فمن ذاك الذي أرسى هوى عودتنا سوى يوسفُ.
تهللت أساريري بالقولِ مبتسمّا وأنا اطبعُ قبلة محبة على جبين كل منهما :
انقذاني منكما!
فكأنني بهما عرفا كيف يطلقان الجوع لبعضهما
فكان لقاءًا أشبعهما من نعمة البقاء.
0 comments:
إرسال تعليق