كمال جنبلاط صانع الرؤساء/ رفيق البعيني

١- بشاره الخوري والانقلاب الابيض

صدرت جريدة الانباء لسان الحزب التقدمي الاشتراكي في أواخر العهد الاستقلالي الاول وعلى أثر التمديد بهذا العنوان الشهير الذي تصدر صفحتها الأولى :
" جاء بهم الاجنبي فليذهب بهم الشعب"
كتبه المرحوم كمال جنبلاط وفيه دعا والزعماء الوطنيون لمظاهرات سلمية للاطاحة برئيس جمهورية الاستقلال الاولى بشاره الخوري الذي أتسم عهده بالفساد وسمي بعهد السلطان سليم ( نسبة للفاسد الاكبر سليم الخوري شقيق رئيس الجمهورية ).
استمرت المظاهرات السلمية لخمسة أيام متتالية استقال بشاره الخوري على أثرها وسمي هذا الحدث آنذاك بالانقلاب الابيض

٢- كميل شمعون ونكران الجميل

تم انتخاب كميل شمعون على أثر الاستقالة الجبرية لبشاره الخوري، رئيسا للجمهورية وكان عضوا في الجبهة الاشتراكية الوطنية النيابية التي يرأسها كمال جنبلاط والتي كان عدد اعضائها ثمانية نواب فقط.
غير ان كميل شمعون تنكر لكمال جنبلاط وأسقطه مع الزعماء الوطنيين في احدى الدورات الانتخابية المزورة والتي دعا على أثرها كمال جنبلاط للثورة التي عرفت بثورة ١٩٥٨ والتي أدت الى إنهاء حكم كميل شمعون وعدم تمكنه من التمديد الذي كان طامحا به.
" قلنا لذاك زل فزال (يقصد بشاره الخوري) وقلنا لهذا (وأشار بيده لكميل شمعون الواقف بجانب ولي العهد) كن فكان.
عباره شهيرة خاطب بها كمال جنبلاط ولي عهد السعودية الامير عبدالله مرحبا في قصر الأمير بشير في بيت الدين معبرا بكل جرأة عن غضبه ومنتقما من كميل شمعون الذي حال دون زيارة ولي العهد لقصر المختاره.

٣- فؤاد شهاب الرئيس العادل

انتخب رئيسا للجمهوررية على أثر ثورة ١٩٥٨ ولعب كمال جنبلاط دور الداعم الأكبر لهذا العهد الذي عرف بعهد النزاهة والعدالة والاصلاح بالرغم من تجاوزات المكتب الثاني.

٤- سليمان فرنجيه والصوت الواحد

تم انتخابه بطريقة النصف زائد واحد. وفاز هذا الرئيس بصوت واحد فقط هو صوت كمال جنبلاط.

ومع ان الزعيم الخالد كان له الفضل في دعم أكثر الشخصيات المارونية التي لم يكن لها الوزن السياسي والعمل على ايصالها الى سدة الرئاسة إلا ان مبادلته الجميل كانت تنكرا وعداء ومحاربة.
لقد ذهبوا جميعا ومعهم ذلك المجرم الأكبر الذي أمر باغتياله وبقي هو كبيرا عظيما خالدا بل مدرسة في الانسانية والفلسفة والنبل.
عاصرتك يا سيدي ورافقتك ولن انساك

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق