حكاية عروس اسمها فلسطين لن ننساها ـ الجزء السابع/ موسى مرعي

دامت الثورة 3 سنوات ودخلت 3 أطوار , وقد استمر الطور الاول من أيار مايو 19366 , الى تموز 1937 , حربا بين الثوار الفلسطينيين وجيش الاحتلال البريطاني وعصابات الصهاينة المسلحة من جهة  . مع بقاء الاضراب ليصبح بذلك أطول اضراب ضد الاستعمار الغربي عرفته حركات التحرر في العالم آنذاك . كما امتدت الاضطرابات الى الارياف حيث حمل القرويون السلاح واشتبكوا مع قوات الجيش والامن البريطاني والعصابات الصهيونية بشكل حرب مقاومة مسلحة  وصلت الى الحدود اللبنانية الجنوبية فالتحق متطوعين لبنانيين وغير لبنانيين من العرب المتطوعين الى جانب اخوانهم . وأساسا من هم العرب الذين تطوعوا مع اخوانهم الفلسطينيين هم من كيانات الامة السورية لبنان العراق الاردن والشام . وقد حصل مواجهة مسلحة بين رجال القرى اللبنانية على الحدود بالتصدي للغزو الصهيوني على قراهم وأراضيهم وأرزاقهم وقد تسلحوا أبناء القرى الجنوبية البنانية لانهم تداركوا الامر وعرفوا أطماع العدو الصهيوني بأن غايتهم احتلال المنطقة بشعار من خلال تنفيذ وعد بلفور لتقسيم المنطقة , وقد ارتبطت قضية فلسطين بقضية سورية والاردن والعراق ولبنان خاصة بقضية القرى اللبنانية الجنوبية قضية واحدة يربطهم مصير واحد لمواجهة المؤامرة البريطانية الفرنسية الصهيونية الامريكية , عام 1920 قسمت فرنسا لبنان عن الخاصرة السورية وفي عام 1926 تنازلت عن بعض القرى والمساحات من مشاع الوطن في الجنوب اللبناني الى الاحتلال البريطاني في فلسطين كتقدمة للوطن الصهيوني الموعود. واصداء هذه السياسة الفرنسية المنحازة الى المخطط الصهيوني وتنفيذا لاتفاقية سايكس – بيكو ووعد بلفور بموجب المخطط التقسيمي للامة السورية وتنازلت أيضا عن الجزء الاكبر من شمال الوطن السوري لصالح تركيا هما اللوائين كيليكا والاسكندرون و أنطاكية زائد عشرات المدن والقرى والمساحة الاجمالية تزيد عن 18000 كلم مربع تحت الاحتلال التركي تقدمة الاحتلال الفرنسي انتقاما من الشعب السوري لانه رفض الاحتلال ولقنوا فرنسا درسا في معركة ميسلون . وحصة الاحتلال البريطاني كانت فلسطين . والاردن  والعراق ومن جنوب شمال العراق و الكويت سلخت عن العراق عام 1961 , وعام 1925 ايضا تنازلت بريطانيا لايران عن مدن كبيرة من جنوب وشمال غرب العراق . نعود الى عهد  الخلافة العثمانية الاستعمار التركي استطاع اليهود الصهاينة ان يشتروا مساحات كبيرة من الاراضي اللبنانية في الجنوب بطرق غير شرعية بمساعدة المسؤولين الاتراك آنذاك في عام 1863 و1896 وعام 1910 من تلك المساحات التي استولى عليها الصهاينة بالرشاوي والتزوير شمال سهل الحولة وصولا لبحيرة طبريا وسهل الحولة يتبع قضاء مرجعيون و استولوا ايضا على المطلة وعلى 12800 دونم وبايعاز من الحركة الصهيونية بعد مؤتمرها في بال السويسرية عام 1896 اشترى أحد الصهاينة نفس المساحة وأنشاءوا فيها  مستوطنة يهودية وفي عام 1915 أنشأ الصهاينة مستوطنة اخرى سميت تلمي , ذلك يكون من السهل مستقبلا وضع يد اليهود الصهاينة على نهر الليطاني الذي أصبح يبعد عن المطلة 4 كيلومترات واستمروا في بناء المستوطنات . ولذلك شارك اللبنانيون اخوانهم الفلسطينيون بالثورة وقد استنفر الحزب السوري القومي الاجتماعي قواته للدفاع عن حقوق الامة كما جاء في خطاب زعيم الحزب أنطون سعاده ان كل سلم مبني على حرب يثبت الا بالحرب  وكل امة تريد ألا يموت حقها يجب ان تستعد للحرب . سارع البريطانيون الى جلب التعزيزات واستخدموا الطائرات الحربية لانهم واجهوا أقوى وأعنف قتال مع الثوار الفلسطينيون واخوانهم من المتطتوعين من كيانات الامة بقيادة فوزي القاوقجي هو من اصل لبناني مواليد مدينة طرابلس كان ضابطا في الجيش السوري , بتاريخ 25 أغسطس 1936 تسلل الى فلسطين على رأس 150 متطوعا من ابناء الامة و أيضا لحق به صديقه شهيد الحزب السوري القومي الاجتماعي قائد لواء الاسكندرون محمد سعيد شهاب الملقب بالعاص وكنت قد ذكرته في الجزء السادس وشرحت كيف استشهد هو ورفقائه في جبل تل الخضر بالقرب من بيت لحم  وأيضا عددا من القوميون الاجتماعيون استشهدوا في حيفا , لكن الفلسطينيون تحملوا العبئ الاكبر من القتال وشعرت بريطانيا بأن مواجهة هذه الشعوب من الامة السورية مواجهة صعبة عليها وخطيرة جدا على الجيش البريطاني ولذلك عزز البريطانيون قواتهم العسكرية في البر والبحر وعززوا السلاح الجوي , وأوفدوا في نفس الوقت لجنة تحقيق برئاسة اللورد بيل للتأكد بحسب زعمهم عن أسباب الثورة , لقد وافقت اللجنة العربية للاحزاب الفلسطينية على الطلب , وقد هدأت حدة الثورة قليلا بين تشرين 2 1936 وكانون 2 1937 وقد ساد الهدؤ في جميع أنحاء فلسطين . لكن التوتر تصاعد مرة أخرى لان الهدؤ لا يتناسب مع المخطط الصهيوني وليس لصالحهم الا التوتر والقتل للوصول الى مآربهم , عام 1937 دام الطور الثاني من الثورة من تموز يوليو 1937 الى عام 1938 , وكان الجزء الاكبر والرئيسي لتصاعد العنف هو نشر تقرير لجنة بيل في تموز يوليو 1937 . يقول اللورد بيل رئيس اللجنة الذي اعلن بلا مواربة أو تردد أن هناك سببين كامنين وراء الاضطرابات هما رغبة الفلسطينيين في الاستقلال عن بريطانيا وكراهيتهم لليهود وعدم رضاهم على انشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين ويقول انه معنى ذلك من الناحية الانسانية هي العنصرية . ونحن البريطانيين نحارب العنصرية  ( يا لوقاحة بريطانيا ) ومضى التقرير بعد ذلك ليوصي بتقسيم فلسطين الى دولة يهودية ودولة فلسطينية مع شرق الاردن و جزء من جنوب لبنان حتى شمال نهر الليطاني . وقد وافقت على هذا الاقتراح في التقرير بعض الشخصيات القيادية العربية  المستعربة والشخصيات السياسية اللبنانية الانعزالية وبسبب التقرير استشاط الفلسطينيون واللبنانيون الجنوبيون غضبا نتيجة هذه التوصيات وهذه الاقتراحات التي جاءت في التقرير :  يتبع :                     
الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة الرفيق الدكتور علي حيدر  \ مفوضية سيدني المستقلة  الرفيق موسى مرعي :
اخذت من مصادر موثوقة من الارشيف الفلسطيني   


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق