٣- المراقبون Observateurs
مخاطرة جديدة: في مقر قائد جبهة الجيش في سوق الغرب:
قدم لي قائد اللواء العاشر المجوقل العميد نسيب عيد المتمركز في سوق الغرب ولرئيس فريق المراقبين الفرنسيين النقيب دافيد دعوة للغداء في مقره مردفاً القول : بتسترجي تجي تتغدى عندي بكره ؟ ( قال ذلك متحدياً ومعتقداً انني لا أجرؤ على الدخول الى جبهة تقاتل حزباً أنا حليفه وأمثله في المراقبه) فأجبته :" انا ابن مزرعة الشوف ولا أخاف ، سنذهب بكل تأكيد". ركبت في اليوم التالي سيارة الجيب المكشوفة الى جانب النقيب دافيد، وقبل ان يهم بقيادتها استوقفنا أحد الاشتراكيين قائلا ؛ الرفيق عصام( الصايغ) يريد محادثتك. فقال لي عصام : انت مجنون ! وين رايح؟ بدك يقتلوك؟ قلت له : انا ألبي دعوة فيها تحدي وإذا أُسرتُ أو قتلت عليكم أن تتصرفوا ولكن قبل مضي ساعتين على الأقل خلال وجودي بينهم اعتبر ان أي رصاصة تطلق من قبلكم ستصيبني أنا شخصياً.
اخترقت صفوف مقاتلي الجيش والقوات سيارة المراقبين الفرنسيين وعليها كلمة : Observateurs ويمتطيها ضابطان يعتمران خوذة المراقبين هما النقيب دافيد وأنا الى ان وصلنا الى مقرالقائد حيث يتمركز في مدرسة اسعاد الطفولة او المدرسة الفلسطينينية كما يعرفها الجميع وقد حوّلت الى ما يشبه القلعة تحيطها الدشم المرتفعة من الاسمنت وأكياس الرمل. دخلنا من بابها الرئيسي بطريقة الانحناء لأنه كان بحجم نصف قامتنا. ولما دخلنا الى مكتب العميد عيد فوجىء وقال والدهشة تظهر على وجهه : والله اعملتها يا ابن البعيني ما كنت مفكرك أبداً لح تجي !!! قلت له : الهيئة ما حضرت لنا غدانا . لقد وعدتك ووفيت بوعدي. معنا ساعتين فقط بعدها سيعتبرني الاشتراكيون مأسورين ويبدأون بالقصف.
أطلعنا العميد عيد على أمكنة سقوط القنابل الاشتراكية والاضرار اللاحقة بالبلدة وحدثنا عن شراسة المعارك التي كانت تدور على هذه الجبهة وعدد الشهداء الكبير الذي سقط من الفريقين. ثم أقام لنا مأدبة غداء عسكرية جرى خلالها شرح أمور تتعلق بعمل المراقبة. ثم عدنا الى خيمتنا وسط ذهول الفريقين المتخاصمين واستغرابهم .
تجدر الاشارة الى أننا تسلمنا في اليوم التالي من العميد عيد والدة المرحوم صالح العربضي التي كانت قد اعتقلتها قواته بعد أن ضلت طريقها ودخلت بقعة عمليات الجيش
سفير فرنسا والاعلام الفرنسي على تلة ٨٨٨:
حضر في أحد الأيام الى خيمة المراقبين الفرنسيين في التلة السفير الفرنسي في لبنان مع وفد اعلامي فرنسي كبير قوامه محطات تلفزة مختلفة وصحافيون ممثلون لكبريات الصحف الفرنسية وحضر معهم اعلاميون لبنانيون .
النقيب دافيد وأنا تحدثنا عن مهمتنا وأجبنا على اسئلة الصحافيين ومراسلي محطات التلفزة خلال مؤتمر صحفي عقدناه واختتمه سفير فرنسا بشكرنا والمسؤولين عن الجبهتين في التلة ( الجيش والاشتراكيون ) والاشادة بسلامة الدور الذي نقوم به والذي أدى للهدوء الكامل وعدم حصول أي اشتباك.
تلى المؤتمر الصحفي حفلة غداء أقامها وفد المراقبين الفرنسيين على شرف سفيرهم والوفد الاعلامي المرافق دعيت إليها مع قائدي الجبهتين من الجيش والاشتراكيين .
وأوجز التلفزيون اللبناني مساءً هذا الحدث بصور وحديث قصير لي وللسفير الفرنسي.
الاشتراكيون يحتلون مربض الجيش:
اتصل بي العقيد ناصيف قائد المراقبين ذات يوم قائلاً بلهفة : لقد احتل الاشتراكيون مربض الجيش وأسروا الجنود في المربض والجيش سيقوم بالهجوم لاستعادة مربضه .
حاول ان تتدارك الأمر .سارعت للاتصال بالعميد عيد طالباً منه التريث ريثما أصل الى التلة لاعالج الأمر وأخبرته انني في بيروت ثم اتصلت على الفور بالاستاذ وليد جنبلاط الذي أكد لي بأنه لم يكن على علم بما جرى وسيتصل فوراً بقطاع عاليه لاعطائهم التعليمات بالتنسيق معي واجراء ما يلزم.
تنفس الجنود المأسورون لدى قيادة القطاع الصعداء عندما رأوني داخلاً . وبعد حديث قصير مع قائد القطاع عصام الصايغ تسلمت العسكريين الاسرى ونقلتهم بسيارتي وسلمتهم لقيادتهم . ثم أخليت المربض المحتل من قبل الاشتراكيين ، الذين كانوا قد اقدمو على تحوير اتجاهه بحيث جعلوه يواجه الجيش بعد ان كان في مواجهتهم ، وأعدته لاصحابه . سلمت الجيش لاحقاً أسلحة الاسرى التي كان الاشتراكيون قد استولوا عليها ماعدا بندقية واحدة أصروا على عدم اخذها من الجنود.
خاتمة: أنهت القيادة مهمتنا كضباط مراقبة وأبقت على العسكريين غير الضباط الذين تابعوا مهمتهم مع الفرنسيين .
علمت فيما بعد أنه استشهد للمراقبين الفرنسيين ضابطاً برتبة نقيب على أثر اشتباك حصل على التلة .
أخيراً استطيع القول بأنه من خلال مهمة المراقبة تسنى لي ان أقوم بمهمة سلام استطعت خلالها ان اوقف الاشتباكات على اخطر الجبهات وان ابني جسور التفاهم والثقة بين المتخاصمين وأكسب صداقتهم وصداقة الفريق الفرنسي الذي عاونني بكل محبة واخلاص. راجياً لابناء بلدي التآخي والوحدة ، ولوطني السلام الدائم
مخاطرة جديدة: في مقر قائد جبهة الجيش في سوق الغرب:
قدم لي قائد اللواء العاشر المجوقل العميد نسيب عيد المتمركز في سوق الغرب ولرئيس فريق المراقبين الفرنسيين النقيب دافيد دعوة للغداء في مقره مردفاً القول : بتسترجي تجي تتغدى عندي بكره ؟ ( قال ذلك متحدياً ومعتقداً انني لا أجرؤ على الدخول الى جبهة تقاتل حزباً أنا حليفه وأمثله في المراقبه) فأجبته :" انا ابن مزرعة الشوف ولا أخاف ، سنذهب بكل تأكيد". ركبت في اليوم التالي سيارة الجيب المكشوفة الى جانب النقيب دافيد، وقبل ان يهم بقيادتها استوقفنا أحد الاشتراكيين قائلا ؛ الرفيق عصام( الصايغ) يريد محادثتك. فقال لي عصام : انت مجنون ! وين رايح؟ بدك يقتلوك؟ قلت له : انا ألبي دعوة فيها تحدي وإذا أُسرتُ أو قتلت عليكم أن تتصرفوا ولكن قبل مضي ساعتين على الأقل خلال وجودي بينهم اعتبر ان أي رصاصة تطلق من قبلكم ستصيبني أنا شخصياً.
اخترقت صفوف مقاتلي الجيش والقوات سيارة المراقبين الفرنسيين وعليها كلمة : Observateurs ويمتطيها ضابطان يعتمران خوذة المراقبين هما النقيب دافيد وأنا الى ان وصلنا الى مقرالقائد حيث يتمركز في مدرسة اسعاد الطفولة او المدرسة الفلسطينينية كما يعرفها الجميع وقد حوّلت الى ما يشبه القلعة تحيطها الدشم المرتفعة من الاسمنت وأكياس الرمل. دخلنا من بابها الرئيسي بطريقة الانحناء لأنه كان بحجم نصف قامتنا. ولما دخلنا الى مكتب العميد عيد فوجىء وقال والدهشة تظهر على وجهه : والله اعملتها يا ابن البعيني ما كنت مفكرك أبداً لح تجي !!! قلت له : الهيئة ما حضرت لنا غدانا . لقد وعدتك ووفيت بوعدي. معنا ساعتين فقط بعدها سيعتبرني الاشتراكيون مأسورين ويبدأون بالقصف.
أطلعنا العميد عيد على أمكنة سقوط القنابل الاشتراكية والاضرار اللاحقة بالبلدة وحدثنا عن شراسة المعارك التي كانت تدور على هذه الجبهة وعدد الشهداء الكبير الذي سقط من الفريقين. ثم أقام لنا مأدبة غداء عسكرية جرى خلالها شرح أمور تتعلق بعمل المراقبة. ثم عدنا الى خيمتنا وسط ذهول الفريقين المتخاصمين واستغرابهم .
تجدر الاشارة الى أننا تسلمنا في اليوم التالي من العميد عيد والدة المرحوم صالح العربضي التي كانت قد اعتقلتها قواته بعد أن ضلت طريقها ودخلت بقعة عمليات الجيش
سفير فرنسا والاعلام الفرنسي على تلة ٨٨٨:
حضر في أحد الأيام الى خيمة المراقبين الفرنسيين في التلة السفير الفرنسي في لبنان مع وفد اعلامي فرنسي كبير قوامه محطات تلفزة مختلفة وصحافيون ممثلون لكبريات الصحف الفرنسية وحضر معهم اعلاميون لبنانيون .
النقيب دافيد وأنا تحدثنا عن مهمتنا وأجبنا على اسئلة الصحافيين ومراسلي محطات التلفزة خلال مؤتمر صحفي عقدناه واختتمه سفير فرنسا بشكرنا والمسؤولين عن الجبهتين في التلة ( الجيش والاشتراكيون ) والاشادة بسلامة الدور الذي نقوم به والذي أدى للهدوء الكامل وعدم حصول أي اشتباك.
تلى المؤتمر الصحفي حفلة غداء أقامها وفد المراقبين الفرنسيين على شرف سفيرهم والوفد الاعلامي المرافق دعيت إليها مع قائدي الجبهتين من الجيش والاشتراكيين .
وأوجز التلفزيون اللبناني مساءً هذا الحدث بصور وحديث قصير لي وللسفير الفرنسي.
الاشتراكيون يحتلون مربض الجيش:
اتصل بي العقيد ناصيف قائد المراقبين ذات يوم قائلاً بلهفة : لقد احتل الاشتراكيون مربض الجيش وأسروا الجنود في المربض والجيش سيقوم بالهجوم لاستعادة مربضه .
حاول ان تتدارك الأمر .سارعت للاتصال بالعميد عيد طالباً منه التريث ريثما أصل الى التلة لاعالج الأمر وأخبرته انني في بيروت ثم اتصلت على الفور بالاستاذ وليد جنبلاط الذي أكد لي بأنه لم يكن على علم بما جرى وسيتصل فوراً بقطاع عاليه لاعطائهم التعليمات بالتنسيق معي واجراء ما يلزم.
تنفس الجنود المأسورون لدى قيادة القطاع الصعداء عندما رأوني داخلاً . وبعد حديث قصير مع قائد القطاع عصام الصايغ تسلمت العسكريين الاسرى ونقلتهم بسيارتي وسلمتهم لقيادتهم . ثم أخليت المربض المحتل من قبل الاشتراكيين ، الذين كانوا قد اقدمو على تحوير اتجاهه بحيث جعلوه يواجه الجيش بعد ان كان في مواجهتهم ، وأعدته لاصحابه . سلمت الجيش لاحقاً أسلحة الاسرى التي كان الاشتراكيون قد استولوا عليها ماعدا بندقية واحدة أصروا على عدم اخذها من الجنود.
خاتمة: أنهت القيادة مهمتنا كضباط مراقبة وأبقت على العسكريين غير الضباط الذين تابعوا مهمتهم مع الفرنسيين .
علمت فيما بعد أنه استشهد للمراقبين الفرنسيين ضابطاً برتبة نقيب على أثر اشتباك حصل على التلة .
أخيراً استطيع القول بأنه من خلال مهمة المراقبة تسنى لي ان أقوم بمهمة سلام استطعت خلالها ان اوقف الاشتباكات على اخطر الجبهات وان ابني جسور التفاهم والثقة بين المتخاصمين وأكسب صداقتهم وصداقة الفريق الفرنسي الذي عاونني بكل محبة واخلاص. راجياً لابناء بلدي التآخي والوحدة ، ولوطني السلام الدائم
0 comments:
إرسال تعليق