قصائد مختارة للأديب السرياني نزار حنا الديراني

اليك يا قنتا
1983
اليك يا قنتا .. كتبت حبي
في يوم .. من ايام الربيع
كان الصيف والشتاء قد اتحدتا
فكان صيفه صباحا
وليله شتاءً
في الصباح !!
اشرقت الشمس ..
واحرقت الزرع
وفي الليل .. هطل مطر كثيف
فاغرق اليابسة
وتحول كل حي الى ميت
ولم يبقى ... سوى هذه الرقعة
ومحراثا اعاد اليها الحياة
** 
قم يا يسوع
19-3-1983 شوش

قم يا يسوع ...
فالقبر يكتنفه الظلام
والارض قد تشققت والخراب
فصليبك يطرق الباب
ودماؤك الزكية قد اينعت في الارض اللبلاب
قم .. لاني اعرف
انت من زرعت السلام
قم وانظر ما يفعله الدمار في الشرق
فالاف الابرياء قد استشهدوا في ساحات الحرب
بسبب الطائشين
انا اعرف ,,, لم تحمل الصليب
ولا ان تحتظن البزامير
من اجل الطغاة ... وسفاكوا الدماء
بل من أجل ان ينشر السلام
 في الارض
ففي بلدي ...
كل حائط يحمل لوحة شهيد
وفي كل قداس يبيع الكاهن جسدك لالاف المساكين
ومئات الامهات تركع امام صليبك وتناجيك
من اجل الدماء الزكية التي سقطت من تحت الصلبان
التي صلبت في ارض الفاو .. وعبدان وشوش
وجبال كوردستان
دماء اختلطت بما يجري من لبنان
وغيرها من البقاع
يا ابتي .. ان كان لا بد ان اشرب من كاسك
فليكن من اجل السلام
 **
شعرك ياسيدتي
1984
شعرك ... يا سيدتي
يبدو كوشاح الليل ... يرسم الظلال
ويغمر عيوننا بالفرح
عندما يسدل شعرك الاسود على كتفيك
ويعانق شعاع الشمس ونسائم الورد
تبقى صورته عالقة في اذهاننا
حبك .. يا سيدتي
جعلني اتصور ...
كل شعر طويل هو شعرك
حتى اني احببت كتابة الشعر
** 
جميلة انت
3-8-1985

جميلة ... جميلة انت
يانعة في الحب
رغم انك لم تتجاوزي العشرين
شعرك المنسدل على كتفيك كوشاح الليل
جميلة ... احبك ولكن !
اه انك لم تتجاوزي العشرين
هل يعني علي الانتظار ... ولكن لا
هذا يعني عبور القطار
فآه ... لو تعديت العشرين من العمر
لجلت ككريات الدم في قلبك اليانع كالبياض
** 
عد بنا يا زمان
10-5-1985

عد بنا يا زمان ...
الى مرابع قريتنا
الى حيث تلتقي الرياح بزقزة العصافير
الى حيث يلتقي انين الامهات
مع خرير المياه
عد بنا يا زمان .. الى مرابع قريتنا
فهناك تحتضن الارض والخضار
فهناك يشرب الشعاع
من قطرات الندى فيطول النهار
سر بنا يا زمان ...
لقد سئمنا من قرعة الكؤوس
وضجيج الازدحام
لقد سئمنا من بغداد
ففيها تلتقي كل الاجناس
وفيها ازدحام الشارع يأكل قلوب الصغار
عد بنا يا زمان
الى حيث تلتقي الوديان
وتشمخ الجبال
لقد بات مؤكدا ان عوي الذئاب
خير من ضجيج السيارات
فهناك بعد عوي الذئاب
ونبح الكلاب تسمع صوت الديك
وهناك السكون يتخلله ألحان النسيم
وهناك الارض ... تغطيها حقول من الذهب الاصفر
وازهارا تعطر السماء
عد بنا يا زمان ...
لقد تعبنا من رسم القرية
على ظلال الاشجار
لقد تعبنا ... من قرع الكؤوس
في الاندية ... فحجتنا انها تشبه الديار
عد بنا يا زمان ..
من اجل اطفال ابرياء
عد بنا ...
ففي القرية الليل كالنهار
ينشر البهجة في عيون الصغار والكبار
هناك ... في البيادر
تسير قوافلا من الاطفال
يلعبن مع الشمس .. والانجم
هناك ... وفي البيوت
ينام الطفل في المهد
على رنة الالحان
هناك ... ستمتزج اغنية لاي لاي
مع قرعة الطبل والزرنة
عد بنا ... لقد تعبنا الانتظار
وضاقت بنا بغداد
من كثرة ما نرسم الاشجار والجبال
على الحيطان
وما لدينا من قصاصة الذكريات
عد بنا .. فبات غريبا علينا
صوت الديك وعوي الذئاب في الوديان
ونسيم الرياح وهو مشبع برذاذ العطر
وخرير المياه
لقد سئمنا من هواء المبردات
وماء الثلاجات وعقاقير الاطباء
سئمنا ... واشتقنا
لمياه الينابيع وعطر الياسمين
وحفلات الزفاف
لان في بغداد
قد طغت رقصة الدنص .. ويا خالة
على رقصاتنا الجميلة
وحيث تتشابك الايادي
عد بنا .. قبل ان يفوت القطار