المنور مروش والدراسات العثمانية الأرشيفية/ بن سالم صالح

في إطار محاولاتنا إبراز السيرة العلمية لرواد تاريخ المغارب الحديث إخترنا في هذه السلسلة شخصية تركت بصمتها في حقل التاريخ المغاربي الحديث بصفة عامة والجزائري العثماني بصفة خاصة، وهو الدكتور المنور مروش فمن يكون؟ وماهي أبرز الدراسات والبحوث التي أنجزها؟
1/- نشأته العلمية والثورية : الدكتور المنور مروش من مواليد قرية برج الغدير ولاية برج بوعريريج من أسرة محافظة حرصت عائلته على تعليمه المبادئ الاسلامية والعلوم اللغوية، أكمل دراسته بجامع الزيتونة مابين ( 1947 - 1951 ) وإنتقل بعدها للقاهرة سنة 1952 أين أكمل دراسته الجامعية، وفي نفس الوقت إنخرط في جمعية الطلبة الجزائريين بالقاهرة بل وأصبح هو رئيسها بين ( 1955 - 1957 ) أين جند في صفوف جيش التحرير الوطني فأرسل إلى الجبهة الليبية، وكان من المناصرين للفكر البعثي القومي ومحبا لأحمد بن بلة، وفي سنة 1958 عين عضوا بهيئة تحرير مجلة المجاهد إلى غاية 1962 أين عين مديرا للمجلة، كما عارض الرئيس الراحل الهواري بومدين وكان عضوا في منظمة المقاومة الشعبية المعارضة لانقلاب 1965. وكان صديقا للمفكر العربي ميشيل عفلق، والصديق الروحي للأستاذ الراحل عبد الحميد مهري.
2/- إنجازاته الأكاديمية : سافر مروش بعد استقلال الجزائر إلى فرنسا لاكمال دراسته حيث نال شهادة الدكتوراه من جامعة السربون سنة 1976 حول حزب البعث العربي الاشتراكي وايديولجيته الاشتراكية، ثم عاد للجزائر أين إنظم لهيئة التدريس بجامعة الجزائر قبل أن يعود من جديد إلى فرنسا باحثا ومدرسا، والتي مازال مستقر بها ليومنا الحالي.نشر الدكتور مروش العديد من الدراسات والمقالات وشارك في ملتقيات وطنية ودولية لكن أشهر عمل له هو موسوعته في تاريخ الجزائر العثمانية والتي نشر منها 02 أجزاء في انتظار الجزء الثالث .
الجزء 01 خصصه لـ ( العملة الأسعار والمداخيل ) تناول فيه تفاصيل دقيقة عن تطور العملة الجزائرية خلال العهد العثماني .
الجزء 02 خصصه لـ ( القرصنة الأساطير والواقع ) تطرق فيه الأستاذ مروش لظاهرة القرصنة بين النشأة والتطور، مفندا فيها إلصاق هذه الظاهرة برياس البحر، معتمدا على وثائق أرشيفية جد مهمة.