استكمالًا للمقال الأخير حول زواج الأسقف بإيبارشيته، فلن نرى أيٍا من الصدمات فى عهد مثلث الرحمات، قداسة البابا كيرلس السادس، نظرًا لأن البطرِيركيَّة كانت محدودة قاصرة على عدد قليل من الإيبارشيات والأديرة التى نادرًا ما تفوح الصدمات والمشاكل فيها إلى الأفق، على عكس الفترة الثانية من عهد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث التى بدأت فى عصر السادات، حين فشل فى عزله عام ٨٣، وقام بتحديد إقامته بدير الأنبا بيشوى إلى أن قتل على أيادى الإسلاميين فى يوم الاحتفال بانتصارات أكتوبر من نفس العام، فى الوقت الذى لن يكون هناك سوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي التى ظهرت فى النصف الثانى من حبرية البابا شنودة، وازدادت المشاكل والصدمات مع توسع الخدمة وانتشارها فى العالم، وأصبح يصعب على البابا احتواؤها لحظة وقوعها فى كثير من الأوقات، مما يجعلها تنتشر عبر السوشيال ميديا، وتتسبب فى الكثير من العثرات حتى وقتنا هذا فى عهد قداسة البابا تواضروس الثانى، خاصة فى دول المهجر التى تضم عددًا لا بأس به من شباب الأقباط من الجيلين الثانى والثالث الذين لهم عاداتهم وتقاليدهم التى تربوا عليها باعتبارهم أقلية مسيحية من خلال الحرية التي أعطتها إياهم دولهم، واضعين فى الاعتبار نظرة إدارة الكنيسة الكاثوليكية فى تعاملها مع شعوبها.
لقد حان الأوان كى ما تقوم كنيستنا القبطية ممثلة فى أساقفة المجمع المقدس لتدارك هذا الأمر، بعد أن عثر الملايين من شعب الكنيسة جراء استدعاء قلة من أساقفتنا بدول المهجر شرطة بلادهم لوقف عرض مطالبهم أمام شعوب كنائسهم، كى ما تتوقف هذه الصدمات نتيجة التوسع فى رسامة الأساقفة، وتجليسهم على إيباراشياتهم، سواء داخل مصر أو خارجها، دون التعرف على عادات وتقاليد ومشاكل شعوبها، لا يستطيع أحد إقالتهم أو استقالاتهم تحت بند (الأسقف متزوج من إيبارشيته)، ولكن يمكن إبعاده منها كما هو على سبيل المثال الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر، ولا يجلس أحد من الأساقفة عليها أيضًا، تاركًا شعبه يتيمًا دون قائد روحى لهم، كذلك لا يحق لهم الاستقالة كما فى حال الأنبا إبرام أسقف الفيوم، فهذا الأمر مثل سر الزيجة المقدس الذى تسبقه فترة خطوبة طبقًا لشروط الزواج، إذًا فلماذا لن يكون هناك فترة خطوبة تسبق زواج الأسقف من إيبارشيته للتعرف عليها؟ طبقًا لمقولة البابا شنودة من حق شعب الإيبارشية (العروس) أن يختار راعيه (العريس الأسقف)، وبناء عليه بدلًا من سيامة الأسقف فى قداس الرسامة يمكن سيامته خوريبسكوبوس (أسقف مساعد) على أن يتم انتدابه كممثل للبابا فى إحدى المناطق المراد تعيين أساقفة لها أو الإيبارشيات الخالية، كفترة معينة باعتبارها فترة خطوبة قبل إعلانه أسقفًا عليها، حال صارت الأمور فى اتجاهها الصحيح بموافقته، باعتباره العريس، وموافقة شعب وكهنة الإيبارشية باعتبارهم العروس.
وكما أن هناك مجلسًا إكليريكيًا مخصصًا لدراسة الأحوال الشخصية للبت فى حالات الخلافات الزوجية للفصل فيها وحلها عبر القنوات الكنيسة كما هو متبع، فلا بد أن يكون هناك مجلس موازي لدراسة الأحوال الزوجية الأسقفية، على أن تكون هناك لائحة خاصة تضم شروطًا تمنح للمجمع المقدس السلطة ببطلان زواج الأسقف من إيبارشيته وإقالته، ومن ثم تجليس بديل منه، على أن يشارك فى وضعها ممثلون عن كل من المجمع المقدس وأراخنة الكنيسة والشباب من داخل مصر وخارجها، وتعرض اللائحة على الشعب لدراستها وتعديلها إذ لزم الأمر، كما يستفتى رأى الشعب باعتبارها أحد شروط زواج الأسقف من إيبارشيته.
وأخيرًا، أود أن يتقبل منى كل من يهمه الأمر مقالى هذا بصدر رحب، وأيضًا يتقبل الاعتذار إن أخطأت فى أى من معلوماتى المحدودة فى هذا الشأن الكنسى بصفتى أنا العبد الخاطئ، أحد أبناء القديس العظيم مار مرقس، وكنيستى القبطية الأرثوذكسية التى أعتز وأفتخر بها، وأغير عليها مقدمًا مطانية الحب، والتواضع لقداسة البابا تواضروس الثانى وشركائه فى الخدمة الرسولية أساقفة المجمع المقدس.
ولمتابعة الجزء الاول على الرابط
http://kouttabouna.blogspot.com.au/2017/10/1.html?m=1
0 comments:
إرسال تعليق