زمان/ الدكتور ماهر حبيب

زمان كنا بس مصريين شايلين نفس الهم عندنا نفس المشاكل بينقص الزيت من بيت الغنى والفقير بيشح السكر على كل الناس ما نلاقيش صابون نصنعه فى البيت بينقطع النور نقف فى البلكونة لغاية ما يصلحوه او نقعد على نور شمعة او حتى لمبة جاز لا كان فيه بطاريات ولا جينيراتور ولا لمبة إحتياطى تشتغل لما النور بيقطع ما كانش فيه تليفون فى كل بيت بس كان هناك إلفة ومحبة بين المصريين نستنى العيد وييجى الكعك من الجيران او ييجى علينا الدور وإحنا اللى نهادى جيرانا بالكعك والبتى فور نروح المدرسة مع بعض نتشعبط فى الترماى ابو سنجة او نركب الاتوبيس المايل من كتر الركاب.

ودارت الأيام وجه من يفرقنا مسلم ومسيحى وبدينا حتى نبقى غرباء فى وسط الجيران ده خايف على بناته من جيرانه وده مرعوب من الجار إنه يشوف وش مراته مش بس يسلم عليها وزاد الفراق وزاد البعاد وبقى مش بس مسيحى ومسلم ده حتى الديانة الواحدة بقى فيها شقاق ده سنى وده شيعى وده صوفى وده سلفى وده ملتزم وده سايب وده ارثوذكسى وده كاتوليك وده لمؤاخذة بروستانتى وده معرفش جنس ملته ايه.

وكمان مرت الايام وبعد ما بقينا بعاد بعاد بعاد جه إللى يفرقنا إلى إخوان و ثوار و فلول وحزب الكنبة وبعد أيام مرار لقينا نفسنا متقسمين حزبين حزب إخوان وحزب مش إخوان ودار الصراع ونزل الاخوان تحت الارض يخربوا كل حاجة يعملها حزب اللى مش إخوان وفضل على وش الارض فريق فى صف الجيش وقلنا حانبنى سد يمنع رجوعنا لورا اعلى من السد العالى وفجأه لقينا نفسنا بنتقسم من جديد فبعد ما عملنا حزب السيساوية لقينا نفسنا حزبين مش طايقين بعض مع إن هدفنا واحد وبقى فيه حزب شايف الدنيا فى شخص وناس شايفه إن الهدف نبيل بس السياسة غلط فى غلط نقوم بدل ما نسمع بعض بقينا بنخون بعض وبعد ما كنا بنبنى لقينا نفسنا مقطعين هدوم بعض وحزب إللى ما بقاش سيساوى إللى كان فى الاصل سيساوى عاوز يبقى حزب شفيق ويبقى عندنا حزبين متكافئين يسندوا بعض وقت اللزوم ويتبادلوا الرأى أحيانا إو يتبادلوا الحكم زى باقى مخاليق ربنا لكن لأننا ما بقيناش المصريين بتوع زمان عمالين نقطع فى بعض وعمالين نخسر حتى أصدق أصدقاءنا وبقت الامور غير محتملة وبقى التحدى يا تبقى معايا يا تبقى خاين ومتخلف ورجعى واعمى وخايب وكل قاموس الشتائم المحترمة بتاعت زمان إو بتاعت عصر محمد رمضان

يا ناس يا هوووو فيها إيه لو نختلف ونبقى حبايب من غير ما نبهدل بعض ده ربنا خلق مليارات بشر لهم نفس التركيبة لكن ما تلاقيش حد شبه التانى وبصماتنا تخص كل واحد فينا لا يشاركها أحد ..يعنى ربنا جبلنا على الإختلاف لكن نقدر نعيش مع بعض تمام زى زمان إللى بنتحسر عليه ونقول له مع السلامة يا زمان