عقب أخيل، أو كعب أخيل هو مصطلح يشير إلى نقطة ضعف مميتة رغم كل القوة التي يمتلكها الشخص والتي إن أصيبت تؤدي إلى سقوطه بالكامل (عن الويكيبيديا). كما تبين "أن مصطلح كعب أخيل يعود إلى الميثولوجيا الإغريقية، حيث أنه عندما كان أخيل طفلاً تُنُبٍّىَ له بأنه سوف يموت في معركة، ومن أجل منع موته قامت أمُّـهُ ثـيـتـس بتغطيسه في نهر ستيكس الذي يعرف عنه بأنه يمنح قوة عدم القهر. ولكن بما أن ثـيـتـس كانت تحمل أخيل من كعب قدمه أثناء غسله في النهر، لم يصل الماء السحري إلى كعبه. وهكذا كبر أخيل ليصبح أحد الرجال الأقوياء الذين صمدوا في الكثير من المعارك، إلا أنه في أحد الأيام أصاب سهم مسموم كعبه متسبباً في مقتله بعد فترة قصيرة".
بما يتعلق بـ "كعب أخيل" إسرائيل، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مؤخراً مقالين صحفيين متقاربين من حيث التوقيت والموضوع، إذ تطرقت في المقال الأول لعدد السكان في إسرائيل وفقاً لمكتب الإحصاء المركزي. وفي المقال الثاني للبيروقراطية الدينية المتشددة التي تعمل على نقاء اليهودية، وتأثيرها على إجراءات الزواج الذي بدوره يؤثر على حجم الكتلة السكانية، راهناً وعلى المدى البعيد على الأخص.
يشير التقرير الصحفي الأول إلى أنه، عشية (روش هاشانه)، رأس السنة اليهودية لعام 2017، بلغ عدد سكان إسرائيل 8,743,000 نسمة، منهم 6,523,000 يهود ، بنسبة (74,6 %)، و 1,824,000 عرب، بنسبة (20,9 %) ، و 396,000 مسيحيون غير عرب وأفراد طوائف أخرى وأولئك الذين لا دين لهم بنسبة (4,5 %) .
كما يذكر التقرير بأنه وُلِـدَ 181,405 طفل في إسرائيل عام 2016، ولكنه لم يذكر نسبة اليهود منهم. لعله سر آخر كذلك السر الذي كانت تكتمه الحاخامية بخصوص قائمتين سوداوين تحتويان على 6,787 فرداً،. لم تنشر محتوياتهما إلا بعد أن اضطرتها، بناء على قانون حرية المعلومات، منظمة تساعد الشباب في تسهيل إجراءات الزواج لتجاوز عراقيل البيروقراطية الدينية الإسرائيلية.
تشتمل القائمة الأولى على أشخاص تبين بأنهم غير يهود، أما القائمة الأكبر فتتعلق بأولئك المشكوك في جذورهم اليهودية. وفي هذا السياق يقول الحاخام دوف ليبمان : " لقد فقدنا عقولنا، إننا نغلق الأبواب وندفع الناس بعيداً عنا ونخلق يهودية جديدة" .
ردة فعل الحاخام ليبمان وخشيته تقاربان مسألة الوضع السكاني في إسرائيل كما لو كانت بمثابة "عقب أخيل" ، على وجه الخصوص حين نعلم بأنه ، حسب قائمة الأمم المتحدة لعام 2005 – 2015 كان معدل المواليد لكل ألف نسمة لدى الفلسطينيين يبلغ 35,9 مقابل 19,7 لدى الإسرائيليين.
فهل ستكون نقطة الضعف تلك هي عقب أخيل إسرائيل فعلاً ؟ سيما إذا أخذنا بعين الإعتبار ما ذكرته تقارير عن الصحف الإسرائيلية (طبقاً لما ذكره المقال في يديعوت أحرونوت) ، أن العديد من الإسرائيليين هم من أصلٍ روسي، إذ في أوائل التسعينات من القرن الماضي انتقل أكثر من مليون مواطن روسي، أحد الجدين من اليهود على الأقل، إلى إسرائيل وأصبحوا مواطنين، ثم تبين بأن حوالي 300,000 منهم ليسوا يهوداً وفقاً للقانون اليهودي الأرثوذكسي، ولا يمكنهم الزواج في إسرائيل.
0 comments:
إرسال تعليق