قراءة في الواقع السياسي العربي الراهن ..!!
تعيش مجتمعاتنا وشعوبنا العربية وضعاً نوعياً غير مسبوق ، ويزدحم الواقع العربي بالصراعات الطائفية والمذهبية والعشائرية والقبلية ، عدا عن انتشار الفكر الظلامي الوهابي التكفيري ، الذي بات يهدد ويضرب هذه المجتمعات .
وما من شك أن الردة الساداتية كان لها الآثار السلبية المدمرة على كل العالم العربي ، من تعمق الاقليمية وازدهار الحركات الرجعية والظلامية المتلبسة بالزي والغطاء الديني ، والدين منها براء ، فضلاً عن التفكك والتشرذم في دنيا العرب .
ولا يخفى على احد ان التعصب اهرق الكثير من انهر الدم ، بل هو الذي ادى الى معظم الحروب والاضطرابات الداخلية والاقتتال الاهلي ، وغياب السلم المجتمعي ، وما زال يثير بين البشر الضغائن والاحقاد .
ويتمازج الصراع الطبقي - الاجتماعي مع الصراع القومي ، وما سمي ب" ثورات الربيع العربي " ، لم يكن ثورات بالمعنى الحقيقي للثورة ، انها اعمال احتجاجية وانتفاضات شعبية عفوية وصرخات غضب جماهيرية ، لم تحقق أحلامها وطموحاتها في احداث التغيير والاصلاحات والحرية والديمقراطية وحياة الرخاء والرفاهية .
ولذلك فمن المحتم أن تكون الثورة العربية القادمة ، ولا محالة فسوف تقوم عاجلاً ام آجلاً ، ذات ابعاد اجتماعية تقدمية اعمق من مظاهر التمرد والغضب الشعبي المتأجج في الصدور ، هدفها الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وتغيير ظروف واوضاع حياة الناس من أبناء الطبقات الشعبية الكادحة الفقيرة المسحوقة المعذبة .
واذا كان تغيرت انظمة الحكم في تونس ومصر وليبيا ، لكن لم تكن بمستوى الطموح الجماهيري ، ولم تتحقق اهداف الانتفاضات الشعبية ، ولم يتحقق حلم الجماهير والنخب والحركات والقوى الوطنية والتقدمية والتقدمية بالتغيير المرتجى والمأمول ، بل أن الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، والانظمة السياسية الجديدة تخدم ان شاءت ام ابت الاجندة الامريكية في المنطقة ، ومنخرطة في المشروع الامبريالي الصهيوني ، الرامي الى تدمير وتمزيق وتقسيم الوطن العربي ، وتعميق الفتنة المذهبية ونشر القكر الطائفي ، ليظل وطناً مأزوماً تتآكله الانقسامات والصراعات القبلية والعشائرية والاقليمية .
ان العالم العربي الآن على أبواب ومشارف عصر جديد ، وامام فرصة حقيقية شاملة لتشكل انظمة عربية ديمقراطية تستند الى ارادة الجماهير ، والاسهام الفعال في مساندة التغيير نحو الأفضل والأجمل لتحقيق الاهداف والطموحات والاحلام الوطنية والثورية في تصفية كل مظاهر التخلف والأمية والقهر والتسلط والاستبداد والفساد السياسي ، على طريق الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، واحداث التغيير ، واجراء الاصلاحات الدستورية وانجاز بناء وانشاء الدولة المدنية ، التي تترسخ فيها المواطنة .
ولتحقيق ذلك نحتاج الى الفكر المقاوم وثقافة التنوير والاستنارة الفكرية في مواجهة كل اشكال والوان التعصب والتطرف الديني وممارسات التيارات والاتجاهات الظلامية التكفيرية للوصول الى الرقي والحلم المنشود ومواكبة التطور والتقدم في جميع مجالات الحياة .
**
في مسألة تجديد الخطاب الديني ..!
تتصاعد في الآونة الأخيرة الاصوات الداعية الى تجديد الخطاب الديني ، من قبل النخب الفكرية والثقافية والسياسية ، بغية محاصرة الارهاب والتطرف الديني بتكذيب أدبياته وتعرية اضاليله وافكاره البعيدة عن روح الدين الاسلامي ومبادئه وقيمه السمحة ، واعادة فتح باب الاجتهاد الذي اغلق واقفل وأدى بالتالي الى ضمور العقل الاسلامي .
وتأتي هذه الدعوات على ضوء ما يمر به عالمنا العربي الاسلامي من اعمال عنف وارهاب ظلامي ، وانتشار موجات التطرف والكراهية والتكفير والفتن والصراعات الاقليمية تحت دعاوى ويافطات باطلة تتخذ من الاسلام غطاء ومرجعية لها ، وعلى ضوء النعرات الطائفية وبمحاذاتها صراع الاسلام السياسي مع الدولة المدنية الحديثة ، حيث زادت هذه الصراعات الى درجة تمزيق الدولة وتهديد السلم الاجتماعي الأهلي واضطهاد الأقليات بصورة غير مسبوقة ، وكذلك على ضوء حالة الاستهداف الواضح من قبل دول وجهات معادية ، وفي مقدمتها امريكا رأس الحية ، التي وضعت نصب أعينها تجزئة وتقسيم الوطن العربي ، واعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط الجديد ، والسيطرة على الثروات النفطية الخليجية .
ولا جدال ان ما سمي ب" ثورات الربيع العربي " فشلت في ارساء صيغ وقواعد ديمقراطية متطورة تسهم في ترسيخ اسس دولة المواطنة ما يعود بالاساس الى دور الاسلام السياسي في تحويل مسارها .
هنالك الكثير من القضايا والمستجدات التي يواجهها العالم العربي الاسلامي تحتاج الى بلورة خطاب ديني جديد يعي مقتضياتها وانعكاساتها ودورها في الواقع الاسلامي ، تستدعي مراجعة عميقة شاملة لطرق واساليب تبليغ الرسالة ومبادىء الاسلام الوسطي واحكامه وتوجيهها ، ونشر رسالته السمحة التي تدعو الى الخير والمحبة والسلم والتسامح والعدل ، ومن اجل جلاء الحقائق ودحض الاباطيل التي تشوه روح واخلاق الاسلام والدين الاسلامي الحقيقي ، والسعي الى تجديد الخطاب الديني بشكل واع وعقلاني وصادق وواقعي ، كرد على الفكر الوهابي المتطرف والقضاء على ظاهرة التطرف والارهاب المنتشرة التي تمر بها مجتمعاتنا ، وتحرق الأخضر واليابس ، وتغتال الضوء والثقافة والحضارة والابداع والفكر المستنير .
المرحلة الحالكة العاصفة والمصيرية التي يمر بها العالم العربي الاسلامي ، تحتاج الى حركة تنويرية تجديدية ونهضوية علمية ومعرفية وثقافية تقوم على أساس العقل والعلم والمعرفة والاحساس بالمسؤولية والتقدير العميق لأمانة الفكر التنوري والثقافة الاصلاحية المستنيرة التي ارسى جذورها ابن رشد وابو العلاء المعري واكمل خيوطها النهضويين رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الافغاني ومحمد عبده وقاسم امين وعبد الرحمن الكواكبي ومحمد رشيد رضا وسواهم ممن اشغلتهم أسئلة التحديث والتجديد ، وجعلت من مهامهم العمل على غرس ابر الوعي المعرفي في مواضع الألم الحضاري ، وسار في دروبهم التنويريين الجدد محمد عابد الجابري ومحمد اراكون ونصر حامد أبو زيد وغيرهم ، الذين وقفوا وتصدوا في خطابهم بكل شدة ليد الظلام التي اطبقت قبضتها الحديدية على عنق العالم العربي ، الى درجة حجب الرؤية شبه الكاملة ، وايضاً تقديراً لرسالة الاصلاح الكامنة في الدين في حياة الناس والأمة ، فالدين في حقيقته هو دين المحبة والعدل والتسامح والحياة والانفتاح والشورى ، وكل ذلك يتطلب ضرورة تجديد الخطاب الديني ، ليس خطباً ومواعظ ودروس دينية واحاديث ذكر من قبل شيوخ وائمة الأمة ووعاظ السلاطين والحكام ، وانما النهوض بهذا الخطاب في عمقه ليواكب كل ما يخدم ديننا الاسلامي الحنيف القويم ، وكرسالة تنويرية عقلانية تهدف الى بناء الانسان ورفده واثرائه بالمبادىء والقيم الدينية والانسانية ، واغناء العقول وتفتيحها ، وترشيد السلوك العام ، وتأصيل مبادىء الاسلام السمحة ، واكتساب المعرفة الحقيقية الصحيحة عن كل ما يتعلق بالاسلام الوسطي المعتدل ، فالسلم والوسطية وبناء الانسان هي من غايات وأهداف الفكر الاسلامي والشريعة الاسلامية الحقة .
هذا بالاضافة الى اهمية الارتقاء بالخطاب الديني واكسابه مقومات التعاطي مع التقدم والحضارة والحداثة والتكيف مع التطور قضايا العصر ، ليشكل أداة لتبليغ وبث الرسالة الحقيقية للاسلام ، ووسيلة لبناء وخلق انسان جديد مبدع منفتح على عصره وزمانه ، ومندمج مع محيطه ، ويحترم حرية الاختلاف والرأي الآخر .
تتصاعد في الآونة الأخيرة الاصوات الداعية الى تجديد الخطاب الديني ، من قبل النخب الفكرية والثقافية والسياسية ، بغية محاصرة الارهاب والتطرف الديني بتكذيب أدبياته وتعرية اضاليله وافكاره البعيدة عن روح الدين الاسلامي ومبادئه وقيمه السمحة ، واعادة فتح باب الاجتهاد الذي اغلق واقفل وأدى بالتالي الى ضمور العقل الاسلامي .
وتأتي هذه الدعوات على ضوء ما يمر به عالمنا العربي الاسلامي من اعمال عنف وارهاب ظلامي ، وانتشار موجات التطرف والكراهية والتكفير والفتن والصراعات الاقليمية تحت دعاوى ويافطات باطلة تتخذ من الاسلام غطاء ومرجعية لها ، وعلى ضوء النعرات الطائفية وبمحاذاتها صراع الاسلام السياسي مع الدولة المدنية الحديثة ، حيث زادت هذه الصراعات الى درجة تمزيق الدولة وتهديد السلم الاجتماعي الأهلي واضطهاد الأقليات بصورة غير مسبوقة ، وكذلك على ضوء حالة الاستهداف الواضح من قبل دول وجهات معادية ، وفي مقدمتها امريكا رأس الحية ، التي وضعت نصب أعينها تجزئة وتقسيم الوطن العربي ، واعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط الجديد ، والسيطرة على الثروات النفطية الخليجية .
ولا جدال ان ما سمي ب" ثورات الربيع العربي " فشلت في ارساء صيغ وقواعد ديمقراطية متطورة تسهم في ترسيخ اسس دولة المواطنة ما يعود بالاساس الى دور الاسلام السياسي في تحويل مسارها .
هنالك الكثير من القضايا والمستجدات التي يواجهها العالم العربي الاسلامي تحتاج الى بلورة خطاب ديني جديد يعي مقتضياتها وانعكاساتها ودورها في الواقع الاسلامي ، تستدعي مراجعة عميقة شاملة لطرق واساليب تبليغ الرسالة ومبادىء الاسلام الوسطي واحكامه وتوجيهها ، ونشر رسالته السمحة التي تدعو الى الخير والمحبة والسلم والتسامح والعدل ، ومن اجل جلاء الحقائق ودحض الاباطيل التي تشوه روح واخلاق الاسلام والدين الاسلامي الحقيقي ، والسعي الى تجديد الخطاب الديني بشكل واع وعقلاني وصادق وواقعي ، كرد على الفكر الوهابي المتطرف والقضاء على ظاهرة التطرف والارهاب المنتشرة التي تمر بها مجتمعاتنا ، وتحرق الأخضر واليابس ، وتغتال الضوء والثقافة والحضارة والابداع والفكر المستنير .
المرحلة الحالكة العاصفة والمصيرية التي يمر بها العالم العربي الاسلامي ، تحتاج الى حركة تنويرية تجديدية ونهضوية علمية ومعرفية وثقافية تقوم على أساس العقل والعلم والمعرفة والاحساس بالمسؤولية والتقدير العميق لأمانة الفكر التنوري والثقافة الاصلاحية المستنيرة التي ارسى جذورها ابن رشد وابو العلاء المعري واكمل خيوطها النهضويين رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الافغاني ومحمد عبده وقاسم امين وعبد الرحمن الكواكبي ومحمد رشيد رضا وسواهم ممن اشغلتهم أسئلة التحديث والتجديد ، وجعلت من مهامهم العمل على غرس ابر الوعي المعرفي في مواضع الألم الحضاري ، وسار في دروبهم التنويريين الجدد محمد عابد الجابري ومحمد اراكون ونصر حامد أبو زيد وغيرهم ، الذين وقفوا وتصدوا في خطابهم بكل شدة ليد الظلام التي اطبقت قبضتها الحديدية على عنق العالم العربي ، الى درجة حجب الرؤية شبه الكاملة ، وايضاً تقديراً لرسالة الاصلاح الكامنة في الدين في حياة الناس والأمة ، فالدين في حقيقته هو دين المحبة والعدل والتسامح والحياة والانفتاح والشورى ، وكل ذلك يتطلب ضرورة تجديد الخطاب الديني ، ليس خطباً ومواعظ ودروس دينية واحاديث ذكر من قبل شيوخ وائمة الأمة ووعاظ السلاطين والحكام ، وانما النهوض بهذا الخطاب في عمقه ليواكب كل ما يخدم ديننا الاسلامي الحنيف القويم ، وكرسالة تنويرية عقلانية تهدف الى بناء الانسان ورفده واثرائه بالمبادىء والقيم الدينية والانسانية ، واغناء العقول وتفتيحها ، وترشيد السلوك العام ، وتأصيل مبادىء الاسلام السمحة ، واكتساب المعرفة الحقيقية الصحيحة عن كل ما يتعلق بالاسلام الوسطي المعتدل ، فالسلم والوسطية وبناء الانسان هي من غايات وأهداف الفكر الاسلامي والشريعة الاسلامية الحقة .
هذا بالاضافة الى اهمية الارتقاء بالخطاب الديني واكسابه مقومات التعاطي مع التقدم والحضارة والحداثة والتكيف مع التطور قضايا العصر ، ليشكل أداة لتبليغ وبث الرسالة الحقيقية للاسلام ، ووسيلة لبناء وخلق انسان جديد مبدع منفتح على عصره وزمانه ، ومندمج مع محيطه ، ويحترم حرية الاختلاف والرأي الآخر .
**
في مواجهة الخطاب الطائفي ..!
لا جدال انه في ظل غياب مشروع تنويري عقلاني مناهض للطائفية البغيضة وللخطاب الطائفي ، خلق فراغاً كبيراً تمدد فيه هذا الخطاب المذهبي الخطير واتسعت رقعته حتى بات يعصف بالمنطقة العربية كلها ، وفرض نفسه كخطاب مهيمن على المشهد السياسي العربي ، وساحة الأحداث في ظل انظمة سياسية فاسدة ومستبدة ، وأمام " ثقافة طائفية " يشكل الخطاب المذهبي الطائفي مظهراً من مظاهره ، ويجد تجسيداً له في الاقتتال الداخلي والمعارك الاهلية ونمو المليشيات الطائفية المتصاعدة ، التي اخذت تعمق الشروخ والانقسامات ، وتغذي الصراعات والنزعات المذهبية والاقليمية التي قادت الى أزمة الانظمة السياسية واخفقت في معالجة أي مشكلة من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
ما من شك ان الطائفية تمثل تهديداً للديمقراطية التي تعد احد شروط سيادة السلم الأهلي المجتمعي ، وتقلص التناقضات بين ابناء وفئات الشعب الواحد .
ان تراجع الوعي الاجتماعي ونكوص العقل اوجدا تربة خصبة لتنامي الخطاب الطائفي المقيت ، الذي يعمق الهوة الاجتماعية ، وكل الانظمة السياسية الدكتاتورية الشمولية تعمد الى تغذية هذا الخطاب المذهبي والمشروع الطائفي لزيادة حدة التوتر والحقد والكراهية بين مكونات وشرائح المجتمع الدينية والعرقية والفكرية ما يسهل عليها الاحتفاظ بالسلطة أكثر ، في حين ان الاتجاه الآخر الذي يغذي هذا الخطاب هو المؤسسة الدينية الساعية الى فرض هيمنتها ونشر خطابها ومشروعها الفكري .
لا مناص من مواجهة الخطاب الطائفي بتفكيكه وكشف مصادره وآلياته وطرح البديل له ، بخطاب آخر مغاير ومختلف مناهض ومناقض للطائفية ، وهو خطاب العقل والتنوير المتنوع والمتعدد الالوان القزحية ، الذي يسعى ويصبو الى تأسيس وانشاء الدولة المدنية الديمقراطية ، وسيادة الحريات الفردية والعامة .
ان دموية الاحداث واتساع نطاق الخطاب الطائفي في الاعلام كشف ورقة التوت عن عجائز الكثير من ادعياء الثقافة والفكر ، واماط اللثام عن الاقنعة الزائفة من الاقلام الارتزاقية المإجورة التي تكتب " بحبر الدولار " و" مداد اونصات الاصفر الرنان " ..!!
ان مواجهة خطاب الحقد والكراهية هي احد مهمات منظمات المجتمع المدني والنخب الفكرية ، وما تبقى من مثقفين نخبويين علمانيين ، للعمل معا لاجل التصدي لهذا الخطاب الخطير الذي يهدد مستقبل مجتمعاتنا العربية ، وتنوير العقول المنغلقة ، وايقاف مقصلة الدم عن الاستمرار في الذبح والقتل ..!
**
لا جدال انه في ظل غياب مشروع تنويري عقلاني مناهض للطائفية البغيضة وللخطاب الطائفي ، خلق فراغاً كبيراً تمدد فيه هذا الخطاب المذهبي الخطير واتسعت رقعته حتى بات يعصف بالمنطقة العربية كلها ، وفرض نفسه كخطاب مهيمن على المشهد السياسي العربي ، وساحة الأحداث في ظل انظمة سياسية فاسدة ومستبدة ، وأمام " ثقافة طائفية " يشكل الخطاب المذهبي الطائفي مظهراً من مظاهره ، ويجد تجسيداً له في الاقتتال الداخلي والمعارك الاهلية ونمو المليشيات الطائفية المتصاعدة ، التي اخذت تعمق الشروخ والانقسامات ، وتغذي الصراعات والنزعات المذهبية والاقليمية التي قادت الى أزمة الانظمة السياسية واخفقت في معالجة أي مشكلة من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
ما من شك ان الطائفية تمثل تهديداً للديمقراطية التي تعد احد شروط سيادة السلم الأهلي المجتمعي ، وتقلص التناقضات بين ابناء وفئات الشعب الواحد .
ان تراجع الوعي الاجتماعي ونكوص العقل اوجدا تربة خصبة لتنامي الخطاب الطائفي المقيت ، الذي يعمق الهوة الاجتماعية ، وكل الانظمة السياسية الدكتاتورية الشمولية تعمد الى تغذية هذا الخطاب المذهبي والمشروع الطائفي لزيادة حدة التوتر والحقد والكراهية بين مكونات وشرائح المجتمع الدينية والعرقية والفكرية ما يسهل عليها الاحتفاظ بالسلطة أكثر ، في حين ان الاتجاه الآخر الذي يغذي هذا الخطاب هو المؤسسة الدينية الساعية الى فرض هيمنتها ونشر خطابها ومشروعها الفكري .
لا مناص من مواجهة الخطاب الطائفي بتفكيكه وكشف مصادره وآلياته وطرح البديل له ، بخطاب آخر مغاير ومختلف مناهض ومناقض للطائفية ، وهو خطاب العقل والتنوير المتنوع والمتعدد الالوان القزحية ، الذي يسعى ويصبو الى تأسيس وانشاء الدولة المدنية الديمقراطية ، وسيادة الحريات الفردية والعامة .
ان دموية الاحداث واتساع نطاق الخطاب الطائفي في الاعلام كشف ورقة التوت عن عجائز الكثير من ادعياء الثقافة والفكر ، واماط اللثام عن الاقنعة الزائفة من الاقلام الارتزاقية المإجورة التي تكتب " بحبر الدولار " و" مداد اونصات الاصفر الرنان " ..!!
ان مواجهة خطاب الحقد والكراهية هي احد مهمات منظمات المجتمع المدني والنخب الفكرية ، وما تبقى من مثقفين نخبويين علمانيين ، للعمل معا لاجل التصدي لهذا الخطاب الخطير الذي يهدد مستقبل مجتمعاتنا العربية ، وتنوير العقول المنغلقة ، وايقاف مقصلة الدم عن الاستمرار في الذبح والقتل ..!
**
شو صف الكلام الفاضي هاد ؟؟ ارحمونا
ردحذف